Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 1-2)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مئة وتسعة آيات مكية ، وكذا ما بعدها إلى سورة النور { الر } ونحوه ممال : حمزة وعلي وأبو عمرو ، وهو تعديد للحروف على طريق التحدي { تِلْكَ ءَايَـٰتُ ٱلْكِتَـٰبِ } إشارة إلى ما تضمنته السورة من الآيات ، والكتاب السورة { ٱلْحَكِيمُ } ذي الحكمة لاشتماله عليها ، أو المحكم عن الكذب والافتراء والهمزة { أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا } لإنكار التعجب والتعجب منه { أَنْ أَوْحَيْنَا } اسم " كان " و { عجباً } خبره ، واللام في { للناس } متعلق بمحذوف هو صفة لـ { عجباً } فلما تقدم صار حالاً { إِلَىٰ رَجُلٍ مّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ } بأن أنذر أو هي مفسرة إذ الإيحاء فيه معنى القول { وَبَشّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَنَّ لَهُمْ } بأن لهم . ومعنى اللام في { للناس } أنهم جعلوه لهم أعجوبة يتعجبون منه ، والذي تعجبوا منه أن يوحى إلى بشر وأن يكون رجلاً من أفناء رجالهم دون عظيم من عظمائهم ، فقد كانوا يقولون : العجب أن الله لم يجد رسولاً إلى الناس إلا يتيم أبي طالب : وأن يذكر لهم البعث وينذر بالنيران ويبشر بالجنان ، وكل واحد من هذه الأمور ليس بعجب ، لأن الرسل المبعوثين إلى الأمم لم يكونوا إلاَّ بشراً مثلهم ، وإرسال اليتيم أو الفقير ليس بعجب أيضاً ، لأن الله تعالى إنما يختار للنبوة من جمع أسبابها ، والغنى والتقدم في الدنيا ليس من أسبابها . والبعث للجزاء على الخير والشر هو الحكمة العظمى ، فكيف يكون عجباً ، إنما العجب والمنكر في العقول تعطيل الجزاء { قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبّهِمْ } أي : سابقة وفضلاً ومنزلة رفيعة . ولما كان السعي والسبق بالقدم سميت المسعاة الجميلة والسابقة قدماً كما سميت النعمة يداً لأنها تعطى باليد ، وباعاً لأن صاحبها يبوع بها ، فقيل " لفلان : قدم في الخير " وإضافتها إلى { صدق } دلالة على زيادة فضل وأنه من السوابق العظيمة ، أو مقام صدق ، أو سبق السعادة { قَالَ ٱلْكَـٰفِرُونَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ } { إن هذا } الكتاب { لسحر } مدني وبصري وشامي ، ومن قرأ { لساحر } فهذه إشارة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو دليل عجزهم واعترافهم به وإن كانوا كذابين في تسميته سحراً .