Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 65-66)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } تكذيبهم وتهديدهم وتشاورهم في تدبير هلاكك وإبطال أمرك { إِنَّ ٱلْعِزَّةَ } استئناف بمعنى التعليل كأنه قيل : مالي لا أحزن ؟ فقيل : إن العزة { لِلَّهِ } إن الغلبة والقهر في ملكة الله جميعاً لا يملك أحد شيئاً منهما ، لا هم ولا غيرهم ، فهو يغلبهم وينصرك عليهم { كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى } [ المجادلة : 21 ] { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا } [ غافر : 51 ] أو به يتعزز كل عزيز فهو يعزك ودينك وأهلك ، والوقف لازم على { قولهم } لئلا يصير { إن العزة } مقول الكفار { جَمِيعاً } حال { هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لما يقولون { ٱلْعَلِيمُ } بما يدبرون ويعزمون عليه وهو مكافئهم بذلك { أَلا إِنَّ للَّهِ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوٰت وَمَنْ فِى ٱلأَرْضِ } يعني العقلاء وهم الملائكة والثقلان ، وخصهم ليؤذن أن هؤلاء إذا كانوا له وفي مَلكَته ولا يصلح أحد منهم للربوبية ولا أن يكون شريكاً له فيها ، فما وراءهم مما لا يعقل أحق أن لا يكون له نداً وشريكاً { وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَاء } « ما » نافية أي وما يتبعون حقيقة الشركاء وإن كانوا يسمونها شركاء لأن شركة الله في الربوبية محال { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ } إلا ظنهم أنهم شركاء الله { وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } يحزرون ويقدّرون أن تكون شركاء تقديراً باطلاً ، أو استفهامية أي وأي شيء يتبعون و { شركاء } على هذا نصب بـ { يدعون } وعلى الأول بـ { يتبع } وكان حقه وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء شركاء ، فاقتصر على أحدهما للدلالة والمحذوف مفعول { يدعون } أو موصولة معطوفة على { من } كأنه قيل : ولله ما يتبعه الذين يدعون من دون الله شركاء أي وله شركاؤهم . ثم نبه على عظيم قدرته وشمول نعمته على عباده بقوله