Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 77-83)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ مُوسَىٰ أَتقُولُونَ لِلْحَقّ لَمَّا جَاءكُمْ } هو إنكار ومقولهم محذوف أي هذا سحر ، ثم استأنف إنكاراً آخر فقال : { أَسِحْرٌ هَـٰذَا } خبر ومبتدأ { وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّـٰحِرُونَ } أي لا يظفر . { قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا } لتصرفنا { عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءابَاءنَا } من عبادة الأصنام أو عبادة فرعون { وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلْكِبْرِيَاء } أي الملك لأن الملوك موصوفون بالكبرياء والعظمة والعلو { فِى ٱلأَرْضِ } أرض مصر { وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ } بمصدقين فيما جئتما به { ويكن } حماد ويحيى { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ٱئْتُونِى بِكُلّ سَـٰحِرٍ عَلِيمٍ } { سحار } حمزة وعلي { فَلَمَّا جَاء ٱلسَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ أَلْقُواْ مَا أَنتُمْ مُّلْقُونَ فَلَمَّا أَلْقُواْ قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُمْ بِهِ ٱلسِّحْرُ } « ما » موصولة واقعة مبتدأ ، أو { جئتم به } صلتها و { السحر } خبر أي الذي جئتم به هو السحر لا الذي سماه فرعون وقومه سحراً من آيات الله . { آلسحر } بعد وقف : أبو عمرو على الاستفهام ، فعلى هذه القراءة « ما » استفهامية أيْ أيّ شيء جئتم به أهو السحر { إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبْطِلُهُ } يظهر بطلانه { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ ٱلْمُفْسِدِينَ } لايثبته بل يدمره { وَيُحِقُّ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ } ويثبّته { بِكَلِمَـٰتِهِ } بأوامره وقضاياه أو يظهر الإسلام بعداته بالنصرة { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ } ذلك { فَمَا ءامَنَ لِمُوسَىٰ } في أول أوامره { إِلاَّ ذُرّيَّةٌ مّن قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مّن فِرْعَوْنَ } إلا طائفة من ذراري بني إسرائيل كأنه قيل : إلا أولاد من أولاد قومه ، وذلك أنه دعا الآباء فلم يجيبوه خوفاً من فرعون ، وأجابته طائفة من أبنائهم مع الخوف ، أو الضمير في { قومه } لفرعون والذرية مؤمن آل فرعون وآسية امرأته وخازنه وامرأة خازنة وماشطته والضمير في { وَملإيهِمْ } يرجع إلى فرعون بمعنى آل فرعون كما يقال ربيعة ومضر ، أو لأنه ذو أصحاب يأتمرون له ، أو إلى الذرية أي على خوف من فرعون وخوف من أشراف بني إسرائيل لأنهم كانوا يمنعون أعقابهم خوفاً من فرعون عليهم وعلى أنفسهم دليله قوله { أَن يَفْتِنَهُمْ } يريد أن يعذبهم فرعون { وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي ٱلأَرْضِ } لغالب فيها قاهر { وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } في الظلم والفساد وفي الكبر والعتو بادعائه الربوبية .