Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 7-10)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إَنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا } لا يتوقعونه أصلاً ولا يخطرونه ببالهم لغفلتهم عن التفطن للحقائق أو لا يأملون حسن لقائنا كما يأمله السعداء أو لا يخافون سوء لقائنا الذي يجب أن يخاف { وَرَضُواْ بِٱلْحَيوٰةِ ٱلدُّنْيَا } من الآخرة وآثروا القليل الفاني على الكثير الباقي { وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا } وسكنوا فيها سكون من لا يزعج عنها فبنوا شديداً وأملوا بعيداً { وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنْ ءايَـٰتِنَا غَـٰفِلُونَ } لا يتفكرون فيها ، ولا وقف عليه لأن خبر « إن » { أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ } فـ { أولئك } مبتدأ و « مأواهم » مبتدأ ثان و « النار » خبره والجملة خبر أولئك والباء في { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } يتعلق بمحذوف دل عليه الكلام وهو جوزوا { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ } يسددهم بسبب إيمانهم للاستقامة على سلوك الطريق السديد المؤدي إلى الثواب ولذا جعل { تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَـٰرُ } بياناً له وتفسيراً ، إذ التمسك بسبب السعادة كالوصول إليها ، أو يهديهم في الآخرة بنور إيمانهم إلى طريق الجنة ، ومنه الحديث " إن المؤمن إذا خرج من قبره صور له عمله في صورة حسنة فيقول له : أنا عملك فيكون له نوراً وقائداً إلى الجنة ، والكافر إذا خرج من قبره صور له عمله في صورة سيئة فيقول له : أنا عملك فينطلق به حتى يدخله النار " وهذا دليل على أن الإيمان المجرد منج حيث قال : { بإيمانهم } ولم يضم إليه العمل الصالح { فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ } متعلق بـ { تجري } أو حال من { الأنهار } { دَعْوٰهُمْ فِيهَا سُبْحَـٰنَكَ ٱللَّهُمَّ } أي دعاؤهم لأن { اللهم } نداء لله ومعناه : اللهم إنا نسبحك أي يدعون الله بقولهم { سبحانك اللهم } تلذذا بذكره لا عبادة { وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ } أي يحيي بعضهم بعضاً بالسلام أو هي تحية الملائكة إياهم ، وأضيف المصدر إلى المفعول أو تحية الله لهم { وَءَاخِرُ دَعْوٰهُمْ } وخاتمة دعائهم الذي هو التسبيح { أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } أن يقولوا الحمد الله رب العالمين { أن } مخففة من الثقيلة وأصله أنه الحمد لله رب العالمين ، والضمير للشأن . قيل : أو كلامهم التسبيح وآخره التحميد فيبتدئون بتعظيم الله وتنزيهه ويختمون بالشكر والثناء عليه ويتكلمون بينهما بما أرادوا