Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 108, Ayat: 1-3)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مكية وهي ثلاث آيات بسم الله الرحمن الرحيم { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ } هو فوعل من الكثرة وهو المفرط الكثرة ، وقيل : هو نهر في الجنة أحلى من العسل ، وأشد بياضاً من اللبن ، وأبرد من الثلج ، وألين من الزبد ، حافتاه الزبرجد وأوانيه من فضة ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما : هو الخير الكثير فقيل له : إن ناساً يقولون هو نهر في الجنة فقال : هو من الخير الكثير { فَصَلّ لِرَبّكَ } فاعبد ربك الذي أعزك بإعطائه وشرفك وصانك من منن الخلق مراغماً لقومك الذين يعبدون غير الله { وَٱنْحَرْ } لوجهه وباسمه إذا نحرت مخالفاً لعبدة الأوثان في النحر لها { إِنَّ شَانِئَكَ } أي من أبغضك من قومك بمخالفتك لهم { هُوَ ٱلاْبْتَرُ } المنقطع عن كل خير لا أنت ، لأن كل من يولد إلى يوم القيامة من المؤمنين فهم أولادك وأعقابك ، وذكرك مرفوع على المنابر وعلى لسان كل عالم وذاكر إلى آخر الدهر ، يبدأ بذكر الله ويثني بذكرك ، ولك في الآخرة ما لا يدخل تحت الوصف ، فمثلك لا يقال له أبتر إنما الأبتر هو شانئك المنسي في الدنيا والآخرة . قيل : نزلت في العاص بن وائل سماه الأبتر ، والأبتر الذي لا عقب له وهو خبر « إن » و « هو » فصل .