Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 1-3)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الر تِلْكَ ءايَاتُ ٱلْكِتَـٰبِ ٱلْمُبِينِ } { تلك } إشارة إلى آيات هذه السورة ، و { الكتاب المبين } السورة أي تلك الآيات التي أنزلت إليك في هذه السورة آيات السورة الظاهر أمرها في إعجاز العرب ، أو التي تبين لمن تدبَّرها أنها من عند الله لا من عند البشر ، أو الواضحة التي لا تشتبه على العرب معانيها لنزولها بلسانهم ، أو قد أبيِّن فيها ما سألت عنه اليهود من قصة يوسف عليه السلام ، فقد رُوي أن علماء اليهود قالوا للمشركين : سلوا محمداً لم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر وعن قصة يوسف عليه السلام { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْانًا عَرَبِيّا } أي أنزلنا هذا الكتاب الذي فيه قصة يوسف عليه السلام في حال كونه قرآناً عربياً ، وسمي بعض القرآن قرآنا لأنه اسم جنس يقع على كله وبعضه { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } لكي تفهموا معانيه { ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته } [ فصلت : 44 ] { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ } نبين لك أحسن البيان . والقاص الذي يأتي بالقصة على حقيقتها عن الزجاج ، وقيل : القصص يكون مصدراً بمعنى الاقتصاص نقول : قص الحديث يقصه قصصاً ، ويكون فعلاً بمعنى مفعول كالنفض والحسب ، فعلى الأول معناه نحن نقص عليك أحسن الاقتصاص { بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانَ } أي بإيحائنا إليك هذه السورة على أن يكون { أحسن } منصوباً نصب المصدر لإضافته إليه والمقصوص محذوف لأن { بما أوحينا إليك هذا القرآن } مغن عنه . والمراد بأحسن الاقتصاص أنه اقتص على أبدع طريقة وأعجب أسلوب فإنك لا ترى اقتصاصه في كتب الأولين مقارباً لاقتصاصه في القرآن . وإن أريد بالقصص المقصوص فمعناه نحن نقص عليك أحسن ما يقص من الأحاديث ، وإنما كان أحسن لما يتضمن من العبر والحكم والعجائب التي ليس في غيره . والظاهر أنه أحسن ما يقتص في بابه كما يقال « فلان أعلم الناس » أي في فنه ، واشتقاق القصص من قص أثره إذا تبعه لأن الذي يقص الحديث يتبع ما حفظ منه شيئاً فشيئاً { وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ } الضمير يرجع إلى { ما أوحينا } { لَمِنَ ٱلْغَـٰفِلِينَ } عنه « إن » مخففة من الثقيلة واللام فارقة بينها وبين النافية يعني وإن الشأن والحديث كنت من قبل إيحائنا إليك من الجاهلين به .