Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 34-36)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَٱسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ } أي أجاب الله دعاءه { فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لدعوات الملتجئين إليه { ٱلْعَلِيمُ } بحاله وحالهن { ثُمَّ بَدَا لَهُمْ } فاعله مضمر لدلالة ما يفسر عليه وهو { ليسجننه } والمعنى بدا لهم بداء أي ظهر لهم رأي ، والضمير في { لهم } للعزيز وأهله { مِنْ بَعْدَمَا رَأَوُاْ ٱلآيَـٰتِ } وهي الشواهد على براءته كقد القميص وقطع الأيدي وشهادة الصبي وغير ذلك { لَيَسْجُنُنَّهُ } لإبداء عذر الحال وإرخاء الستر على القيل والقال ، وما كان ذلك إلا باستنزال المرأة لزوجها وكان مطواعاً لها وحميلاً ذلولاً ، زمامه في يديها وقد طمعت أن يذللـه السجن ويسخره لها ، أو خافت عليه العيون وظنت فيه الظنون فألجأها الخجل من الناس ، والوجل من اليأس ، إلى أن رضيت بالحجاب ، مكان خوف الذهاب ، لتشتفي بخبره ، إذا منعت من نظره { حَتَّىٰ حِينٍ } إلى زمان كأنها اقترحت أن يسجن زماناً حتى تبصر ما يكون منه . { وَدَخَلَ مَعَهُ ٱلسّجْنَ فَتَيَانَ } عبدان للملك خبازه وشرابيه بتهمة السم ، فأدخلا السجن ساعة أدخل يوسف لأن « مع » يدل على معنى الصحبة تقول : خرجت مع الأمير تريد مصاحباً له فيجب أن يكون دخولهما السجن مصاحبين له { قَالَ أَحَدُهُمَا } أي شرابيه { إِنّى أَرَانِى } أي في المنام وهي حكاية حال ماضية { أَعْصِرُ خَمْرًا } أي عنباً تسمية للعنب بما يؤول إليه أو الخمر بلغة عمان اسم للعنب { وَقَالَ ٱلآخَرُ } أي خبازه { إِنّى أَرَانِى أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِى خُبْزًا تَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِنْهُ نَبّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ } بتأويل ما رأيناه { إِنَّا نَرَاكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } من الذين يحسنون عبارة الرؤيا أو من المحسنين إلى أهل السجن فإنك تداوي المريض وتعزي الحزين وتوسع على الفقير ، فأحسن إلينا بتأويل ما رأينا . وقيل : إنهما تحالما له ليمتحناه فقال الشرابي : إني رأيت كأني في بستان فإذا بأصل حبلة عليها ثلاثة عناقيد من عنب فقطفتها وعصرتها في كأس الملك وسقيته ، وقال الخباز : إني رأيت كأن فوق رأسي ثلاث سلال فيها أنواع الأطعمة ، فإذا سباع الطير تنهش منها .