Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 39-41)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰصَاحِبَىِ ٱلسّجْنِ } يا ساكني السجن كقوله { أصحاب النار } [ البقرة : 39 ] و { أصحاب الجنة } [ البقرة : 82 ] { أأرْبَابٌ مُّتَّفَرّقُونَ خَيْرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ } يريد التفرق في العدد والتكاثر أي أن تكون أرباب شتى يستعبدكما هذا ويستعبدكما هذا خير لكما أم يكون لكما رب واحد قهار لا يغالب ولا يشارك في الربوبية ؟ وهذا مثل ضربه لعبادة الله وحده ولعبادة الأصنام { مَا تَعْبُدُونَ } خطاب لهما ولمن كان على دينهما من أهل مصر { مِن دُونِهِ } من دون الله { إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم } أي سميتم مالا يستحق الإلٰهية آلهة ثم طفقتم تعبدونها فكأنكم لا تعبدون إلا أسماء لا مسميات لها ، ومعنى { سميتموها } سميتم بها يقال : سميته زيداً وسميته يزيد { مَّا أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا } بتسميتها { مّن سُلْطَـٰنٍ } حجة { إِنِ ٱلْحُكْمُ } في أمر العبادة والدين { إلاَ لِلَّهِ } ثم بين ما حكم به فقال { أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذٰلِكَ ٱلدّينُ ٱلْقَيّمُ } الثابت الذي دلت عليه البراهين { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } وهذا يدل على أن العقوبة تلزم العبد وإن جهل إذا أمكن له العلم بطريقه . ثم عبر الرؤيا فقال { يٰصَاحِبَىِ ٱلسّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا } يريد الشرابي { فَيَسْقِى رَبَّهُ } سيده { خَمْرًا } أي يعود إلى عمله { وَأَمَّا ٱلآخَرُ } أي الخباز { فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ } روي أنه قال للأول : ما رأيت من الكرمة وحسنها هو الملك وحسن حالك عنده ، وأما القضبان الثلاثة فإنها ثلاثة أيام تمضي في السجن ثم تخرج وتعود إلى ما كنت عليه . وقال للثاني : ما رأيت من السلال ثلاثة أيام ثم تخرج فتقتل . ولما سمع الخباز صلبه قال : ما رأيت شيئاً فقال يوسف { قُضِىَ ٱلأَمْرُ ٱلَّذِى فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } أي قطع وتم ما تستفتيان فيه من أمركما وشأنكما أي ما يجر إليه من العاقبة وهي هلاك أحدهما ونجاة الآخر .