Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 60-64)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَإِن لَّمْ تَأْتُونِى بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِى } فلا أبيعكم طعاماً { وَلاَ تَقْرَبُونِ } أي فإن لم تأتوني به تحرموا ولا تقربوا فهو داخل في حكم الجزاء مجزوم معطوف على محل قوله { فلا كيل لكم } أو هو بمعنى النهي { قَالُواْ سَنُرٰوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ } سنخادعه عنه ونحتال حتى ننزعه من يده { وَإِنَّا لَفَـٰعِلُونَ } ذلك لا محالة لانفرط فيه ولا نتوانى . قال : فدعوا بعضكم رهناً ، فتركوا عنده شمعون وكان أحسنهم رأياً في يوسف { وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ } كوفي غير أبي بكر { لفتيته } غيرهم ، وهما جمع فتى كإخوة وإخوان في أخ ، وفعلة للقلة ، وفعلان للكثرة أي لغلمانه الكيالين { ٱجْعَلُواْ بِضَـٰعَتَهُمْ فِى رِحَالِهِمْ } أوعيتهم وكانت نعالاً أو أدما أو ورقا وهو أليق بالدس في الرحال { لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا } يعرفون حق ردها وحق التكرم بإعطاء البدلين { إِذَا ٱنْقَلَبُواْ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ } وفرغوا ظروفهم { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } لعل معرفتهم بذلك تدعوهم إلى الرجوع إلينا ، أو ربما لا يجدون بضاعة بها يرجعون أو ما فيهم من الديانة يعيدهم لرد الأمانة ، أو لم ير من الكرم أن يأخذ من أبيه وإخوته ثمناً { فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَىٰ أَبِيهِمْ } بالطعام وأخبروه بما فعل { قَالُواْ يأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا ٱلْكَيْلُ } يريدون قول يوسف { فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي } لأنهم إذا أنذروا بمنع الكيل فقد منع الكيل { فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ } نرفع المانع من الكيل ونكتل من الطعام ما نحتاج إليه . { يكتل } حمزة وعلي أي يكتل أخوناً فينضم اكتياله إلى اكتيالنا { وَإِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ } عن أن يناله مكروه { قَالَ هَلْ امَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ } يعني أنكم قلتم في يوسف { أرسله معنا غداً يرتع ويلعب وإناله لحافظون } كما تقولونه في أخيه ثم خنتم بضمانكم فما يأمنني من مثل ذلك ؟ ثم قال { فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَـٰفِظًا } كوفي غير أبي بكر . فتوكل على الله فيه ودفعه إليهم وهو حال أو تمييز ، ومن قرأ { حِفظا } ً فهو تمييز لا غير . { وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرحِمِينَ } فأرجو أن ينعم عليّ بحفظه ولا يجمع عليّ مصيبتين قال كعب : لما قال { فالله خير حفظاً } قال الله تعالى وعزتي وجلالي لأردن عليك كليهما .