Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 79-81)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَـٰعَنَا عِندَهُ } أي نعوذ بالله معاذاً من أن نأخذ فأضيف المصدر إلى المفعول به وحذف من { إِنَّـا إِذًا لَّظَـٰلِمُونَ } « إذاً » جواب لهم وجزاء لأن المعنى إن أخذنا بدله ظلمنا ، وهذا لأنه وجب على قضية فتواكم أخذ من وجد الصاع في رحله واستبعاده فلو أخذنا غيره كان ذلك ظلماً في مذهبكم فلم تطلبون ما عرفتم أنه ظلم { فَلَمَّا ٱسْتَيْأَسُواْ } يئسوا وزيادة السين والتاء للمبالغة كما مر في { استعصم } { مِنْهُ } من يوسف وإجابته إياهم { خَلَصُواْ } انفردوا عن الناس خالصين لا يخالطهم سواهم { نَجِيّاً } ذوي نجوى أو فوجاً نجيا أي مناجياً لمناجاة بعضهم بعضاً ، أو تمحضوا تناجيا لاستجماعهم لذلك وإفاضتهم فيه بجد واهتمام كأنهم في أنفسهم صورة التناجي وحقيقته . فالنجيُّ يكون بمعنى المناجي كالسمير بمعنى المسامر ، وبمعنى المصدر الذي هو التناجي وكان تناجيهم في تدبير أمرهم على أي صفة يذهبون وماذا يقولون لأبيهم في شأن أخيهم { قَالَ كَبِيرُهُمْ } في السن وهو روبيل ، أو في العقل والرأي وهو يهوذا ، أو رئيسهم وهو شمعون { أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَّوْثِقًا مّنَ ٱللَّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِى يُوسُفَ } « ما » صلة أي ومن قبل هذا قصرتم في شأن يوسف ولم تحفظوا عهد أبيكم ، أو مصدرية ومحل المصدر الرفع على الابتداء وخبره الظرف وهو من قبل ومعناه وقع من قبل تفريطكم في يوسف { فَلَنْ أَبْرَحَ ٱلأَرْضَ } فلن أفارق أرض مصر { حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِى أَبِى } في الانصراف إليه { أَوْ يَحْكُمَ ٱللَّهُ لِى } بالخروج منها أو بالموت أو بقتالهم { وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَـٰكِمِينَ } لأنه لا يحكم إلا بالعدل . { ٱرْجِعُواْ إِلَىٰ أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يا أَبَانَا إِنَّ ٱبْنَكَ سَرَقَ } وقرىء { سرِّق } أي نسب إلى السرقة { وَمَا شَهِدْنَا } عليه بالسرقة { إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا } من سرقته وتيقنا إذ الصواع استخرج من وعائه { وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَـٰفِظِينَ } وما علمنا أنه سيسرق حين أعطيناك الموثق .