Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 7-9)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَّقَدْ كَانَ فِى يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ } أي في قصتهم وحديثهم { ءايَـٰتُ } علامات ودلالات على قدرة الله وحكمته في كل شيء . { آية } مكي { لّلسَّائِلِينَ } لمن سأل عن قصتهم وعرفها ، أو آيات على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم للذين سألوه من اليهود عنها فأخبرهم من غير سماع من أحد ولا قراءة كتاب ، وأسماؤهم : يهوذا وروبين وشمعون ولاوي وزبولون ويشجر وأمهم ليا ليان ، ودان ونفتالي وجاد وآشر من سريتين زلفة وبلهة ، فلما توفيت ليا تزوج أختها راحيل فولدت له بنيامين ويوسف . { إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىَّ أَبِينَا مِنَّا } اللام لام الابتداء وفيها تأكيد وتحقيق لمضمون الجملة ، أرادوا أن زيادة محبته لهما أمر ثابت لاشبهة فيه . وإنما قالوا { وأخوه } وهم إخوته أيضاً لأن أمهما كانت واحدة ، وإنما قيل { أحب } في الاثنين لأن أفعل من لا يفرق فيه بين الواحد وما فوقه ولا بين المذكر والمؤنث ، ولا بد من الفرق مع لام التعريف وإذا أضيف ساغ الأمران . والواو في { وَنَحْنُ عُصْبَةٌ } للحال أي أنه يفضلهما في المحبة علينا وهما صغيران لا كفاية فيهما ونحن عشرة رجال كفاة نقوم بمرافقه ، فنحن أحق بزيادة المحبة منهما لفضلنا بالكثرة والمنفعة عليهما { إِنَّ أَبَانَا لَفِى ضَلٰلٍ مُّبِينٍ } غلط في تدبير أمر الدنيا ولو وصفوه بالضلالة في الدين لكفروا . والعصبة العشرة فصاعدا { ٱقْتُلُواْ يُوسُفَ } من جملة ما حكى بعد قوله { إذ قالوا } كأنهم أطبقوا على ذلك إلا من قال : لا تقتلوا يوسف وقيل : الآمر بالقتل شمعون والباقون كانوا راضين فجعلوا آمرين { أَوِ ٱطْرَحُوهُ أَرْضًا } منكورة مجهولة بعيدة عن العمران وهو معنى تنكيرها وإخلائها عن الوصف ولهذا الإبهام نصبت نصب الظروف المبهمة { يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ } يقبل عليكم إقبالة واحدة لا يلتفت عنكم إلى غيركم ، والمراد سلامة محبته لهم ممن يشاركهم فيها فكان ذكر الوجه لتصوير معنى إقباله عليهم ، لأن الرجل إذا أقبل على الشيء أقبل بوجهه ، وجاز أن يراد بالوجه الذات كما قال { ويبقى وجه ربك } [ الرحمن : 27 ] { وَتَكُونُواْ } مجزوم عطفاً على { يخل لكم } { مِن بَعْدِهِ } من بعد يوسف أي من بعد كفايته بالقتل أو التغريب ، أو من بعد قتله أو طرحه فيرجع الضمير إلى مصدر « اقتلوا » أو « اطرحوا » { قَوْمًا صَـٰلِحِينَ } تائبين إلى الله مما جنيتم عليه أو يصلح حالكم عند أبيكم .