Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 41-43)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي كفار الأمم الخالية بأنبيائهم والمكر إرادة المكروه في خفية ثم جعل مكرهم كلا مكر بالإضافة إلى مكره فقال { فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعًا } ثم فسر ذلك بقوله { يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّـٰرُ لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ } يعني العاقبة المحمودة لأن من علم ما تكسب كل نفس وأعد لها جزاءها فهو المكر كله لأنه يأتيهم من حيث لا يعلمون وهم في غفلة عما يراد بهم الكافر . على إرادة الجنس حجازي وأبو عمرو { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً } المراد بهم كعب بن الأشرف ورؤساء اليهود قالوا : لست مرسلاً ولهذا قال عطاء هي مكية إلا هذه الآية { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } بما أظهر من الأدلة على رسالتي والباء دخلت على الفاعل و { شهيداً } تمييز { وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَـٰبِ } قيل هو الله عز وجل ، والكتاب : اللوح المحفوظ دليله قراءة من قرأ { ومن عنده علم الكتاب } أي ومن لدنه علم الكتاب لأن علم من علمه من فضله ولطفه ، وقيل ومن هو علماء أهل الكتاب الذين أسلموا لأنهم يشهدون بنعته في كتبهم وقال ابن سلام : فيّ نزلت هذه الآية وقيل هو جبريل عليه السلام و { من } في موضع الجر بالعطف على لفظ { الله } أو في موضع الرفع بالعطف على محل الجار والمجرور إذ التقدير كفى الله وعلم الكتاب يرتفع بالمقدر في الظرف فيكون فاعلاً لأن الظرف صلة لـ « من » و « من » هنا بمعنى الذي والتقدير من ثبت عنده علم الكتاب وهذا لأن الظرف إذا وقع صلة يعمل عمل الفعل « نحو مررت بالذي في الدار أخوه » فأخوه فاعل كما تقول « بالذي استقر في الدار أخوه » وفي القراءة بكسر ميم « من » يرتفع العلم بالابتداء .