Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 3-6)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذَرْهُمْ } أمر إهانة أي اقطع طمعك من ارعوائهم ودعهم عن النهي عما هم عليه والصد عنه بالتذكرة والنصيحة وخلهم { يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ } بدنياهم { وَيُلْهِهِمُ ٱلأَمَلُ } ويشغلهم أملهم وأمانيهم عن الإيمان { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } سوء صنيعهم ، وفيه تنبيه على أن إيثار التلذذ والتنعم وما يؤدي إليه طول الأمل ليس من أخلاق المؤمنين . { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَـٰبٌ مَّعْلُومٌ } ولها كتاب جملة واقعة صفة لـ { قرية } والقياس أن لا يتوسط الواو بينهما كما في { وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ } [ الشعراء : 208 ] وإنما توسطت لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف إذ الصفة ملتصقة بالموصوف بلا واو فجيء بالواو تأكيداً لذلك . والوجه أن تكون هذه الجملة حالاً لـ { قرية } لكونها في حكم الموصوفة كأنه قيل : وما أهلكنا قرية من القرى لا وصفاً . وقوله : { كتاب معلوم } أي مكتوب معلوم وهو أجلها الذي كتب في اللوح المحفوظ وبين ألا ترى إلى قوله : { مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا } في موضع كتابها { وَمَا يَسْتَـئَخِرُونَ } أي عنه وحذف لأنه معلوم ، وأنث الأمة أولاً ثم ذكرها آخراً حملاً على اللفظ والمعنى . { وَقَالُواْ } أي الكفار { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ } أي القرآن { إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ } يعنون محمداً عليه السلام ، وكان هذا النداء منهم على وجه الاستهزاء كما قال فرعون { إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ } [ الشعراء : 27 ] وكيف يقرون بنزول الذكر عليه وينسبونه إلى الجنون والتعكيس في كلامهم للاستهزاء والتهكم سائغ ومنه { فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ آل عمران : 21 ] { إِنَّكَ لاَنتَ ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ } [ هود : 87 ] والمعنى إنك لتقول قول المجانين حيث تدعى أن الله نزل عليك الذكر