Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 104-106)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ } أي القرآن { لاَ يَهْدِيهِمُ ٱللَّهُ } ما داموا مختارين الكفر { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } في الآخرة على كفرهم { إِنَّمَا يَفْتَرِى ٱلْكَذِبَ } على الله { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ } أي إنما يليق افتراء الكذب بمن لا يؤمن لأنه لا يترقب عقاباً عليه وهو رد لقولهم { إنما أنت مفتر } { وَأُوْلـئِكَ } إشارة إلى { الذين لايؤمنون } أي وأولئك { هُمُ ٱلْكَـٰذِبُونَ } على الحقيقة الكاملون في الكذب ، لأن تكذيب آيات الله أعظم الكذب أو وأولئك هم الكاذبون في قولهم { إنما أنت مفتر } جوزوا أن يكون { مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَـٰنِهِ } شرطاً مبتدأ وحذف جوابه لأن جواب من شرح دال عليه كأنه قيل : من كفر بالله فعليهم غضب { إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِٱلإِيمَـٰنِ } ساكن به . { وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا } أي طاب به نفساً واعتقده { فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } وأن يكون بدلاً من { الذين لا يؤمنون بآيات الله } على أن يجعل { وأولئك هم الكاذبون } اعتراضاً بين البدل والمبدل منه . والمعنى : إنما يفتري الكذب من كفر بالله من بعد إيمانه ، واستثنى منهم المكره فلم يدخل تحت حكم الإفتراء ثم قال : { ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله } وأن يكون بدلاً من المبتدأ الذي هو { أولئك } أي ومن كفر بالله من بعد إيمانه هم الكاذبون ، أو من خبر الذي هو { الكاذبون } أي وأولئك هم من كفر بالله من بعد ايمانه وأن ينتصب على الذم . رُوى أنَّ ناساً من أهل مكة فتنوا فارتدوا ، وكان فيهم من أكره فأجرى كلمة الكفر على لسانه وهو معتقد للإيمان منهم عمار ، وأما أبواه ياسر وسمية فقد قتلا وهما أول قتيلين في الإسلام فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن عماراً كفر فقال : " كلا إن عماراً ملىء إيماناً من قرنة إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه " فأتى عمار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عينيه وقال : " مالك إن عادوا لك فعد لهم بما قلت " وما فعل أبو عمار أفضل لأن في الصبر على القتل إعزازاً للإسلام