Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 63-66)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تَٱللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ } أي أرسلنا رسلاً إلى من تقدمك من الأمم { فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَـِّنُ أَعْمَالَهُمْ } من الكفر والتكذيب بالرسل { فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ٱلْيَوْمَ } أي قرينهم في الدنيا تولى إضلالهم بالغرور ، أو الضمير لمشركي قريش أي زين للكفار قبلهم أعمالهم فهو ولي هؤلاء لأنهم منهم ، أو هو على حذف المضاف أي فهو ولي أمثالهم اليوم { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } في القيامة { وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ } القرآن { إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ } للناس { ٱلَّذِى ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } هو البعث لأنه كان فيهم من يؤمن به { وَهُدًى وَرَحْمَةً } معطوفان على محل { لتبين } إلا أنهما انتصبا على أنهما مفعول لهما لأنهما فعلا الذي أنزل الكتاب . ودخلت اللام على { لتبيين } لأنه فعل المخاطب لا فعل المنزل { لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ وَٱللَّهُ أَنزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِى ذٰلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } سماع إنصاف وتدبر لأن من لم يسمع بقلبه فكأنه لا يسمع . { وَإِنَّ لَكُمْ فِى ٱلأَنْعَـٰمِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِى بُطُونِهِ } وبفتح النون : نافع وشامي وأبو بكر . فال الزجاج : سقيته وأسقيته بمعنى واحد . ذكر سيبويه الأنعام في الأسماء المفردة الواردة على أفعال ولذا رجع الضمير إليه مفرداً ، وأما في بطونها في سورة « المؤمنين » فلأن معناه الجمع وهو استئناف كأنه قيل : كيف العبرة ؟ فقال { نسقيكم مما في بطونه } { مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا } أي يخلق الله اللبن وسيطاً بين الفرث والدم يكتنفانه ، وبينه وبينهما برزخ لا يبغي أحدهما عليه بلون ولا طعم ولا رائحة بل هو خالص من ذلك كله . قيل إذا أكلت البهيمة العلف فاستقر في كرشها طبخته فكان أسفله فرثاً وأوسطه لبناً وأعلاه دماً ، والكبد مسلطة على هذه الأصناف الثلاثة تقسمها فتجري الدم في العروق واللبن في الضروع ويبقى الفرث في الكرش ثم ينحدر ، وفي ذلك عبرة لمن اعتبر . وسئل شقيق عن الإخلاص فقال : تمييز العمل من العيوب كتمييز اللبن من بين فرث ودم { سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ } سهل المرور في الحلق ، ويقال : لم يغص أحد باللبن قط . و « من » الأولى للتبعيض لأن اللبن بعض ما في بطونها ، والثانية لابتداء الغاية .