Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 92-94)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلاَ تَكُونُواْ } في نقض الأيمان { كَٱلَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ } كالمرأة التي أنحت على غزلها بعد أن أحكمته وأبرمته فجعلته { أَنكَـٰثًا } جمع نكث وهو ما ينكث فتله . قيل : هي ريطة وكانت حمقاء تغزل هي وجواريها من الغداة إلى الظهر ثم تأمرهن فينقضن ما غزلن { تَتَّخِذُونَ أَيْمَـٰنَكُمْ } حال كـ { أنكاثا } ً { دَخَلاً } أحد مفعولي { تتخذ } أي ولا تنقضوا أيمانكم متخذيها دخلاً { بَيْنِكُمْ } أي مفسدة وخيانة { أَن تَكُونَ أُمَّةٌ } بسبب أن تكون أمة يعني جماعة قريش { هِىَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ } هي أزيد عدداً وأوفر مالاً من أمة من جماعة المؤمنين . { هي أربى } مبتدأ وخبر ، في موضع الرفع صفة لـ { أمة } و { أمة } فاعل { تكون } وهي تامة و { هي } ليست بفصل لوقوعها بين نكرتين { إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ ٱللَّهُ بِهِ } الضمير للمصدر أي إنما يختبركم بكونهم أربى لينظر أتتمسكون بحبل الوفاء بعهد الله وما وكدتم من أيمان البيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أم تغترون بكثرة قريش وثروتهم وقلة المؤمنين وفقرهم { وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } إِذا جازاكم على أعمالكم بالثواب والعقاب ، وفيه تحذير عن مخالفة ملة الإسلام { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وٰحِدَةً } حنيفة مسلمة { وَلـٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ } من علم منه اختيار الضلالة { وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } من علم منه اختيار الهداية { وَلَتُسُئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } يوم القيامة فتجزون به . { وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَـٰنَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ } كرر النهي عن اتخاذ الإيمان دخلاً بينهم تأكيداً عليهم وإظهاراً لعظمه { فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا } فتزل أقدامكم عن محجة الإسلام بعد ثبوتها عليها . وإنما وحدت القدم ونكرت لاستعظام أن تزل قدم واحدة عن طريق الحق بعد أن تثبت عليه فكيف بأقدام كثيرة { وَتَذُوقُواْ ٱلْسُّوءَ } في الدنيا { بِمَا صَدَدتُّمْ } بصدودكم { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } وخروجكم عن الدين ، أو بصدكم غيركم لأنهم لو نقضوا أيمان البيعة وارتدوا لاتخذوا نقضها سنة لغيرهم يستنون بها { وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } في الآخرة