Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 102-105)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ } أي موسى { لَقَدْ عَلِمْتَ } يا فرعون { مَآ أَنزَلَ هَـؤُلاءِ } الآيات { إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ } خالقهما { بَصَآئِرَ } حال أي بينات مكشوفات إلا أنك معاند ونحوه { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً } [ النمل : 14 ] { علمت } بالضم : عليّ أي إني لست بمسحور كما وصفتني بل أنا عالم بصحة الأمر ، وأن هذه الآيات منزلها رب السماوات والأرض . ثم قارع ظنه بظنه بقوله : { وَإِنِّي لأظُنُّكَ يَافرِعَوْنُ مَثْبُوراً } كأنه قال : إن ظننتني مسحوراً فأنَا أظنك مثبوراً هالكاً وظني أصح من ظنك لأن له أمارة ظاهرة وهي إنكارك ما عرفت صحته ومكابرتك لآيات الله بعد وضوحها ، وأما ظنك فكذب بحت ، لأن قولك مع علمك بصحة أمري { إني لأظنك مسحوراً } قول كذب . وقال الفراء : مثبوراً مصروفاً عن الخير من قولهم « ما ثبرك عن هذا » أي ما منعك وصرفك ؟ { فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم } يخرجهم أي موسى وقومه { مِّنَ الأرْضِ } أي أرض مصر أو ينفيهم عن ظهر الأرض بالقتل والاستئصال { فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعاً } فحاق به مكره بأن استفزه الله بإغراقه مع قبطه { وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ } من بعد فرعون { لِبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأرْضَ } التي أراد فرعون أن يستفزكم منها . { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخرَةِ } أي القيامة { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً } جمعاً مختلطين إياكم وإياهم ثم نحكم بينكم ونميز بين سعدائكم وأشقيائكم ، واللفيف الجماعات من قبائل شتى . { وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ } وما أنزلنا القرآن إلا بالحكمة وما نزل إلا ملتبساً بالحق والحكمة لاشتماله على الهداية إلى كل خير ، أو ما أنزلناه من السماء إلا بالحق محفوظاً بالرصد من الملائكة ، وما نزل على الرسول إلا محفوظاً بهم من تخليط الشياطين . قال الراوي : اشتكى محمد بن السماك فأخذنا ماءه وذهبنا به إلى طبيب نصراني ، فاستقبلنا رجل حسن الوجه طيب الرائحة نقي الثوب فقال لنا : إلى أين ؟ فقلنا له : إلى فلان الطبيب نريه ماء ابن السماك . فقال : سبحان الله تستعينون على ولي الله بعدو الله ! اضربوه على الأرض وارجعوا إلى ابن السماك وقولوا له : ضع يدك على موضع الوجع وقل : { وبالحق أنزلناه وبالحق نزل } ثم غاب عنا فلم نره فرجعنا إلى ابن السماك فأخبرناه بذلك فوضع يده على موضع الوجع وقال ما قال الرجل وعوفي في الوقت وقال : كان ذلك الخضر عليه السلام { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً } بالجنة { وَنَذِيراً } من النار .