Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 24-25)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ } أي اخفض لهما جناحك كما قال { واخفض جناحك للمؤمنين } [ الحجر : 88 ] فأضافه إلى الذل كما أضيف حاتم إلى الجود والمعنى واخفض لهما جناحك الذليل { مِنَ الرَّحْمَةِ } من فرط رحمتك لهما وعطفك عليهما لكبرهما وافتقارهما اليوم إلى من كان أفقر خلق الله إليهما بالأمس . وقال الزجاج : وألن جانبك متذللاً لهما من مبالغتك في الرحمة لهما { وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } ولا تكتف برحمتك عليهما التي لا بقاء ، لها وادع الله بأن يرحمهما رحمته الباقية واجعل ذلك جزاء لرحمتهما عليك في صغرك وتربيتهما لك . والمراد بالخطاب غيره عليه السلام ، والدعاء مختص بالأبوين المسلمين ، وقيل : إذا كانا كافرين له أن يسترحم لهما بشرط الإيمان وأن يدعو الله لهما بالهداية . وعن النبي صلى الله عليه وسلم : " رضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما " وروي " يفعل البار ما شاء أن يفعل فلن يدخل النار ويفعل العاق ما شاء أن يفعل فلن يدخل الجنة " وعنه عليه السلام : " إياكم وعقوق الوالدين فإن الجنة يوجد ريحها من مسيرة ألف عام ولا يجد عاق ولا قاطع رحم ولا شيخ زان ولا جارّ إزاره خيلاء إن الكبرياء لله رب العالمين " { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفِوسِكُمْ } بما في ضمائركم من قصد البر إلى الوالدين ومن النشاط والكرامة في خدمتهما { إِن تَكُونُوا صَـالِحِينَ } قاصدين الصلاح والبر ثم فرطت منكم في حال الغضب وعند حرج الصدر هنة تؤدي إلى أذاهما ثم أبتم إلى الله واستغفرتم منها { فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً } الأواب الذي إذا أذنب بادر إلى التوبة فجاز أن يكون هذا عاماً لكل من فرطت منه جناية ، ثم تاب منها ويندرج تحت الجاني على أبويه التائب من جنايته لوروده على أثره .