Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 2-4)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَآتَيْنَا مُوَسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ } أي الكتاب وهو التوراة { هُدًى لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا } أي لا تتخذوا . وبالياء : أبو عمرو أي لئلا يتخذوا { مِن دُونِي وَكِيلاً } رباً تكلون إليه أموركم { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ } نصب على الاختصاص أو على النداء فيمن قرأ { لا تتخذوا } بالتاء على النهي أي قلنا لهم لا تتخذوا من دوني وكيلاً يا ذرية من حملنا مع نوح { إِنَّهُ } إن نوحاً عليه السلام { كَانَ عَبْداً شَكُوراً } في السراء والضراء ، والشكر مقابلة النعمة بالثناء على المنعم ، وروي أنه كان لا يأكل ولا يشرب ولا يلبس إلا قال الحمد لله ، وأنتم ذرية من آمن به وحمل معه فاجعلوه أسوتكم كما جعله آباؤكم أسوتهم ، وآية رشد الأبناء صحة الاقتداء بسنة الآباء وقد عرفتم حال الآباء هنالك فكونوا أيها الأبناء كذلك . { وَقَضَيْنَاۤ إِلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَآءِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ } وأوحينا إليهم وحياً مقضياً أي مقطوعاً مبتوتاً بأنهم يفسدون في الأرض لا محالة . والكتاب التوراة ، ولتفسدن جواب محذوف أو جرى القضاء المبتوت مجرى القسم فيكون { لتفسدن } جواباً له كأنه قال وأقسمنا لتفسدن في الأرض { مَرَّتَيْنِ } أولاهما قتل زكرياء عليه السلام وحبس أرمياء عليه السلام حين أنذرهم سخط الله ، والأخرى قتل يحيى بن زكرياء عليهما السلام وقصد قتل عيسى عليه السلام { وَلَتَعْلُنَّ عُلُوَّاً كَبِيراً } ولتستكبرن عن طاعة الله من قوله { إِن فرعون علا في الأَرض } [ القصص : 4 ] والمراد به البغي والظلم وغلبة المفسدين على المصلحين .