Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 1-2)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ } محمد صلى الله عليه وسلم { ٱلْكِتَـٰبِ } القرآن ، لقن الله عباده ووفقهم كيف يثنون عليه ويحمدونه على أجزل نعمائه عليهم وهي نعمة الإسلام ، وما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب الذي هو سبب نجاتهم { وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } أي شيئاً من العرج والعوج في المعاني كالعوج في الأعيان ، يقال في رأيه عوج وفي عصاه عوج ، والمراد نفي الاختلاف والتناقض عن معانيه وخروج شيء منه من الحكمة { قَيِّماً } مستقيماً وانتصابه بمضمر وتقديره ، جعله قيماً لأنه إذا نفى عنه العوج فقد أثبت له الاستقامة ، وفائدة الجمع بين نفي العوج وإثبات الاستقامة وفي أحدهما غنى عن الآخر التأكيد ، فرب مستقيم مشهود له بالاستقامة ولا يخلو من أدنى عوج عند التصفح ، أو قيماً على سائر الكتب مصدقا لها شاهداً بصحتها { لّيُنذِرَ } « أنذر » متعدٍ إلى مفعولين كقوله : { إِنَّا أَنذَرْنَـٰكُمْ عَذَاباً قَرِيباً } [ النبأ : 40 ] فاقتصر على أحدهما ، وأصله لينذر الذين كفروا { بَأْسًا } عذاباً { شَدِيداً } وإنما اقتصر على أحد مفعولي « أنذر » لأن المنذر به هو المسوق إليه فاقتصر عليه { مِن لَّدُنْهُ } صادراً من عنده { وَيُبَشّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ } أي بأن لهم { أَجْرًا حَسَنًا } أي الجنة ، { ويبشر } حمزة وعليَّ .