Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 30-32)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً * أُوْلَـئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ } كلام مستأنف بيان للأجر المبهم ، ولك أن تجعل { إنَّا لا نضيع } و { أولئك } خبرين معاً . والمراد من أحسن منهم عملاً كقولك « السمن منوان بدرهم » ، أو لأن { من أحسن عملاً } و { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } ينتظمهما معنى واحد فأقام من « أحسن » مقام الضمير { تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَـٰرُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ } « من » للإبتداء ، وتنكير أساور وهي جمع أسورة التي هي جمع سوار لإبهام أمرها في الحسن { مّن ذَهَبٍ } « من » للتبيين { وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مّن سُنْدُسٍ } ما رَقَّ من الديباج { وَإِسْتَبْرَقٍ } ما غلظ منه أي يجمعون بين النوعين { مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَىٰ ٱلأَرَائِكِ } خص الاتكاء لأنه هيئة المتنعمين والملوك على أسرتهم { نِعْمَ ٱلثَّوَابُ } الجنة { وَحَسُنَتْ } الجنة والأرائك { مُرْتَفَقًا } متكأ . { وَٱضْرِبْ لهُمْ مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ } ومثل حال الكافرين والمؤمنين بحال رجلين وكانا أخوين في بني إسرائيل ، أحدهما كافر اسمه قطروس ، والآخر مؤمن اسمه يهوذا . وقيل : هما المذكوران في « والصافات » في قوله : { قال قائل منهم إني كان لي قرين } [ الصافات : 51 ] ورثاً من أبيهما ثمانية آلاف دينار فجعلاها شطرين ، فاشترى الكافر أرضاً بألف دينار فقال المؤمن : اللهم إن أخي اشترى أرضاً بألف دينار وأنا أشتري منك أرضاً في الجنة بألف فتصدق به ، ثم بنى أخوه داراً بألف فقال : اللهم إني أشتري منك داراً في الجنة بألف فتصدق به ، ثم تزوج أخوه امرأة بألف فقال : اللهم إني جعلت ألفاً صداقاً للحور ، ثم اشترى أخوه خدماً ومتاعاً بألف دينار فقال : اللهم إني اشتريت منك الولدان المخلدين بألف فتصدق ، به ثم أصابته حاجة فجلس لأخيه على طريقه فمر به في حشمه فتعرض له فطرده ووبخه على التصدق بماله { جَعَلْنَا لأَِحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَـٰبٍ } بساتين من كروم { وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ } وجعلنا النخل محيطاً بالجنتين وهذا مما يؤثره الدهاقين في كرومهم أن يجعلوها مؤزرة بالأشجار المثمرة . يقال حفوه إذا أطافوا به ، وحففته بهم أي جعلتهم حافين حوله وهو متعد إلى مفعول واحد فتزيد الباء مفعولاً ثانياً { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا } جعلناها أرضاً جامعة للأقوات والفواكه ، ووصف العمارة بأنها متواصلة متشابكة لم يتوسطها ما يقطعها مع الشكل الحسن والترتيب الأنيق