Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 35-39)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ } إحدى جنتيه أو سماها جنة لاتحاد الحائط ، وجنتين للنهر الجاري بينهما { وَهُوَ ظَالِمٌ لّنَفْسِهِ } ضار لها بالكفر { قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً } أي أن تهلك هذه الجنة ، شك في بيدودة جنته لطول أمله وتمادي غفلته واغتراره بالمهلة ، وترى أكثر الأغنياء من المسلمين تنطق ألسنة أحوالهم بذلك { وَمَا أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً } كائنة { وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبّى لأَجِدَنَّ خَيْراً مّنْهَا مُنْقَلَباً } إقسام منه على أنه إن رد إلى ربه على سبيل الفرض كما يزعم صاحبه ليجدن في الآخرة خيراً من جنته في الدنيا إدعاء لكرامته عليه ومكانته عنده { منقلباً } تمييز أي مرجعاً وعاقبة { قَالَ لَهُ صَـٰحِبُهُ وَهُوَ يُحَـٰوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِى خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ } أي خلق أُصلك لأن خلق أصله سبب في خلقه وكان خلقه خلقاً له { ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ } أي خلقك من نطفة { ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } عدلك وكملك إنساناً ذكراً بالغاً مبلغ الرجال جعله كافراً بالله لشكه في البعث . { لَكُنَّا } بالألف في الوصل : شامي ، الباقون بغير ألف ، وبالألف في الوقف اتفاق ، وأصله لكن أنا فحذفت الهمزة وألقيت حركتها على نون لكن فتلاقت النونان فأدغمت الأولى في الثانية بعد أن سكنت { هُوَ ٱللَّهُ رَبّى } هو ضمير الشأن والشأن الله ربي والجملة خبر « أنا » والراجع منها إليه ياء الضمير ، وهو استدراك لقوله { أكفرت } قال لأخيه أنت كافر بالله لكني مؤمن موحد كما تقول : زيد غائب لكن عمراً حاضر ، وفيه حذف أي أقول هو الله بدليل عطف { وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبّى أَحَدًا وَلَوْلاَ } وهلا { إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء ٱللَّهُ } « ما » موصولة مرفوعة المحل على أنها خبر مبتدأ محذوف تقديره : الأمر ما شاء الله ، أو شرطية منصوبة الموضع والجزاء محذوف يعني أي شيء شاء الله كان والمعنى هلا قلت عند دخولها والنظر إلى ما رزقك الله منها الأمر ما شاء الله ، اعترافا بأنها وكل ما فيها إنما حصل بمشيئة الله ، وأن أمرها بيده إن شاء تركها عامرة وإن شاء خربها ، { لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ } إقراراً بأن ما قويت به على عمارتها وتدبير أمرها هو بمعونته وتأييده . من قرأ { إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً } بنصب { أقل } فقد جعل { أنا } فصلاً ومن رفع وهو الكسائي جعله مبتدأ و { أقل } خبره والجملة مفعولاً ثانياً لـ « ترني » وفي قوله : { وَوَلَدًا } نصرة لمن فسر النفر بالأولاد في قوله : { وأعز نفرا } .