Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 43-45)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ } يقدرون على نصرته { مِن دُونِ ٱللَّهِ } أي هو وحده القادر على نصرته لا يقدر أحد غيره أن ينصره إلا أنه لم ينصره لحكمة { وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً } وما كان ممتنعاً بقوته عن انتقام الله { هُنَالِكَ ٱلْوَلَـٰيَةُ لِلَّهِ ٱلْحَقّ } { يكن } بالياء و { الولاية } بكسر الواو : حمزة وعلي فهي بالفتح النصرة والتولي ، وبالكسر السلطان والملك ، والمعنى هنالك أي في ذلك المقام وتلك الحال النصرة لله وحده لا يملكها غيره ولا يستطيعها أحد سواه تقريراً لقوله { ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله } أو هنالك السلطان والملك صلى الله عليه وسلم لا يغلب ، أو في مثل تلك الحالة الشديدة يتولى الله ويؤمن به كل مضطر يعني أن قوله { ياليتني لم أشرك بربي أحداً } كلمة ألجيء إليها فقالها جزعاً مما دهاه من شؤم كفره ولولا ذلك لم يقلها . أو هنالك الولاية لله ينصر فيها أولياءه المؤمنين على الكفرة وينتقم لهم يعني أنه نصر فيما فعل بالكافر أخاه المؤمن وصدق قوله { فعسى ربي أن يؤتيني خيراً من جنتك ويرسل عليها حسباناً من السماء } ويؤيده قوله : { هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقباً } أي لأوليائه ، أو { هنالك } إشارة إلى الآخرة أي في تلك الدار الولاية لله كقوله : { لمن الملك اليوم } [ غافر : 16 ] { الحق } بالرفع : أبو عمرو وعلي صفة لـ { الولاية } أو خبر مبتدأ محذوف أي هي الحق أو هو الحق . غيرهما بالجر صفة لله . و { عقبا } ً بسكون القاف : عاصم وحمزة ، وبضمها : غيرهما ، وفي الشواذ « عقبى » على وزن « فعلى » وكلها بمعنى العاقبة . { وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا كَمَاء أَنْزَلْنَـٰهُ مِنَ ٱلسَّمَاء } أي هي كماء أنزلناه { فَٱخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ } فالتف بسببه وتكاثف حتى خالط بعضه بعضاً أو أثر في النبات الماء فاختلط به حتى روى { فَأَصْبَحَ هَشِيمًا } يابساً متكسراً الواحدة هشيمة { تَذْرُوهُ ٱلرّياحُ } تنسفه وتطيره . { الريح } حمزة وعلي { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلّ شَىْء } من الإنشاء والإفناء { مُّقْتَدِرًا } قادراً ، شبه حال الدنيا في نضرتها وبهجتها وما يتعقبها من الهلاك والإفناء بحال النبات يكون أخضر ثم يهيج فتطيره الريح كأن لم يكن .