Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 61-66)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا } مجمع البحرين { نَسِيَا حُوتَهُمَا } أي نسي أحدهما وهو يوشع لأنه كان صاحب الزاد دليله { فإني نسيت الحوت } وهو كقولهم « نسوا زادهم » وإنما ينساه متعهد الزاد . قيل : كان الحوت سمكة مملوحة فنزلا ليلة على شاطئ عين الحياة ونام موسى . فلما أصاب السمكة روح الماء وبرده عاشت ووقعت في الماء { فَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى ٱلْبَحْرِ } أي اتخذ طريقاً له من البر إلى البحر { سَرَباً } نصب على المصدر أي سرب فيه سرباً يعني دخل فيه واستر به { فَلَمَّا جَاوَزَا } مجمع البحرين ثم نزلا وقد سارا ما شاء الله { قَالَ } موسى { لِفَتَـٰهُ ءاتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَباً } تعبا ولم يتعب ولا جاع قبل ذلك { قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى ٱلصَّخْرَةِ } هي موضع الموعد { فَإِنّى نَسِيتُ ٱلْحُوتَ } ثم اعتذر فقال : { وَمَا أَنْسَانِيهُ } وبضم الهاء : حفص { إِلاَّ ٱلشَّيْطَـٰنُ } بإلقاء الخواطر في القلب { أَنْ أَذْكُرَهُ } بدل من الهاء في { أنسانيه } أي وما أنساني ذكره إلا الشيطان { وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى ٱلْبَحْرِ عَجَبًا } وهو أن أثره بقي إلى حيث سار { قَالَ ذٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ } نطلب . وبالياء : مكي ، وافقه أبو عمرو وعلي ومدني في الوصل ، وبغير ياء فيهما : غيرهما اتباعاً لخط المصحف و { ذلك } إشارة إلى اتخاذه سبيلاً أي ذلك الذي كنا نطلب لأن ذهاب الحوت كان علماً على لقاء الخضر عليه السلام { فَٱرْتَدَّا عَلَىٰ ءاثَارِهِمَا } فرجعا في الطريق الذي جاءا فيه { قَصَصًا } يقصان قصصاً أي يتبعان آثارهما اتباعاً . قال الزجاج : القصص اتباع الأثر { فَوَجَدَا عَبْدًا مّنْ عِبَادِنَا } أي الخضر راقداً تحت ثوب أو جالساً في البحر { ءَاتَيْنَاهُ رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا } هي الوحي والنبوة أو العلم أو طول الحياة { وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا } يعني الإخبار بالغيوب . وقيل : العلم اللدني ما حصل للعبد بطريق الإلهام . { قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلّمَنِ مِمَّا عُلّمْتَ رُشْداً } أي علماً ذا رشد أرشد به في ديني { رشَدا } أبو عمرو وهما لغتان كالبخل والبخل ، وفيه دليل على أنه لا ينبغي لأحد أن يترك طلب العلم وأن كان قد بلغ نهايته وإن يتواضع لمن هو أعلم منه .