Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 63-65)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِى نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا } أي نجعلها ميراث أعمالهم يعني ثمرتها وعاقبتها . وقيل : يرثون المساكن التي كانت لأهل النار آمنوا لأن الكفر موت حكماً { مَن كَانَ تَقِيّاً } عن الشرك . عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي عليه السلام قال : " يا جبريل ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا " فنزل { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبّكَ } والتنزل على معنيين معنى النزول على مهل ومعنى النزول على الإطلاق والأول أليق هنا يعني أن نزولنا في الأحايين وقتاً غب وقت ليس إلا بأمر الله { لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } أي له ما قدامنا وما خلفنا من الأماكن وما نحن فيها فلا نتمالك أن ننتقل من مكان إلى مكان إلا بأمر الملك ومشيئته ، وهو الحافظ العالم بكل حركة وسكون وما يحدث من الأحوال لا تجوز عليه الغفلة والنسيان فأنى لنا أن نتقلب في ملكوته إلا إذا أذن لنا فيه { رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } بدل من { ربك } أو خبر مبتدأ محذوف أي هو رب السماوات والأرض . ثم قال : لرسوله لما عرفت أنه متصف بهذه الصفات { فَٱعْبُدْهُ } فاثبت على عبادته { وَٱصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ } أي اصبر على مكافأة الحسود ، لعبادة المعبود ، واصبر على المشاق ، لأجل عبادة الخلاق ، أي لتتمكن من الإتيان بها { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } شبيها ومثلاً ، أو هل يسمى أحد باسم الله غيره لأنه مخصوص بالمعبود بالحق أي إذا صح أن لا معبود توجه إليه العباد العبادة إلا هو وحده لم يكن بد من عبادته والاصطبار على مشاقها . فتهافت أبيَّ بن خلف عظماً وقال : أنبعث بعدما صرنا كذا ؟ فنزل