Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 117-121)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَقُلْنَا يٰـئَادَمُ أن هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ } حيث لم يسجد لك ولم ير فضلك { فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلْجَنَّةِ } فلا يكونن سبباً لإخراجكما { فَتَشْقَىٰ } فتتعب في طلب القوت ولم يقل « فتشقيا » مراعاة لرؤوس الآي ، أو دخلت تبعاً ، أو لأن الرجل هو الكافل لنفقة المرأة . وروي أنه أهبط إلى آدم ثور أحمر وكان يحرث عليه ويمسح العرق من جبينه { إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا } في الجنة { وَلاَ تَعْرَىٰ } عن الملابس لأنها معدة أبداً فيها { وَأَنَّكَ } بالكسر : نافع وأبو بكر عطفاً على « إن » الأولى ، وغيرهما بالفتح عطفاً على { أَلاَّ تَجُوعَ } ومحله نصب بـ « أن » وجاز للفصل كما تقول « إن في علمي أنك جالس » { لاَ تَظْمَؤُا فِيهَا } لا تعطش لوجود الأشربة فيها { وَلاَ تَضْحَىٰ } لا يصيبك حر الشمس إذ ليس فيها شمس فأهلها في ظل ممدود . { فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَـٰنُ } أي أنهى إليه الوسوسة كأسر إليه { قَالَ يَـاءادَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ } أضاف الشجرة إلى الخلد وهو الخلود لأن من أكل منها خلد بزعمه ولا يموت { وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ } لا يفنى { فَأَكَلاَ } أي آدم وحواء { مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا } عوراتهما { سَوْءتُهُمَا } { وَطَفِقَا } طفق يفعل كذا مثل جعل يفعل وهو كـ « كاد » في وقوع الخبر فعلاً مضارعاً إلا أنه للشروع في أول الأمر وكاد للدنو منه { يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ } أي يلزقان الورق بسواتهما للتستر وهو ورق التين { وَعَصَىٰ ءادَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ } ضل عن الرأي . وعن ابن عيسى خاب ، والحاصل أن العصيان وقوع الفعل على خلاف الأمر والنهي ، وقد يكون عمداً فيكون ذنباً وقد لا يكون عمداً فيكون زلة . ولما وصف فعله بالعصيان خرج فعله من أن يكون رشداً فكان غياً ، لأن الغي خلاف الرشد . وفي التصريح بقوله { وَعَصَىٰ ءادَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ } والعدول عن قوله و « زل آدم » مزجرة بليغة وموعظة كافة للمكلفين كأنه قيل لهم : انظروا واعتبروا كيف نعيت على النبي المعصوم حبيب الله زلته بهذه الغلظة فلا تتهاونوا بما يفرط منكم من الصغائر فضلاً عن الكبائر .