Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 126-130)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ كَذٰلِكَ } أي مثل ذلك فعلت أنت . ثم فسر فقال { أَتَتْكَ ايَـٰتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ تُنْسَىٰ } أي أتتك آياتنا واضحة فلم تنظر إليها بعين المعتبر وتركتها وعميت عنها فكذلك اليوم نتركك على عماك ولا نزيل غطاءه عن عينيك . { وَكَذٰلِكَ نَجْزِى مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِـئَايَـٰتِ رَبّهِ وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ } لما توعد المعرض عن ذكره بعقوبتين : المعيشة الضنك في الدنيا وحشره أعمى في العقبى ختم آيات الوعيد بقوله { ولعذاب الآخرة أشد وأبقى } أي للحشر على العمى الذي يزول أبداً أشد من ضيق العيش المنقضي { أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ } أي الله بدليل قراءة زيد عن يعقوب بالنون { كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مّنَ ٱلْقُرُونِ يَمْشُونَ } حال من الضمير المجرور في { لهم } { فِى مَسَـٰكِنِهِمْ } يريد أن قريشاً يمشون في مساكن عاد وثمود وقوم لوط ويعاينون آثار هلاكهم { إِنَّ فِى ذَلِكَ لأَيَاتٍ لأِوْلِى ٱلنُّهَىٰ } لذوي العقول إذا تفكروا علموا أن استئصالهم لكفرهم فلا يفعلون مثل ما فعلوا { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبّكَ } أي الحكم بتأخير العذاب عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم { لَكَانَ لِزَاماً } لازماً فاللزام مصدر لزم فوصف به { وَأَجَلٌ مُّسَمًّى } القيامة وهو معطوف على كلمة ، والمعنى ولولا حكم سبق بتأخير العذاب عنهم وأجل مسمى وهو القيامة لكان العذاب لازماً لهم في الدنيا كما لزم القرون الماضية الكافرة . { فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } فيك { وَسَبّحْ } وصل { بِحَمْدِ رَبّكَ } في موضع الحال وأنت حامد لربك على أن وفقك للتسبيح وأعانك عليه { قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ } يعني صلاة الفجر { وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } يعني الظهر والعصر لأنهما واقعتان في النصف الأخير من النهار بين زوال الشمس وغروبها { ومن ءانآي الليل فسبّح وأطراف النهار } أي وتعهد أناء الليل أي ساعاته وأطراف النهار مختصاً لها بصلاتك . وقد تناول التسبيح في آناء الليل وصلاة العتمة ، وفي أطراف النهار صلاة المغرب ، وصلاة الفجر على التكرار إرادة الاختصاص كما اختصت في قوله { والصلاة الوسطى } [ البقرة : 238 ] عند البعض . وإنما جمع وأطراف النهار وهما طرفان لأمن الإلباس وهو عطف على قبل { لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ } لعل للمخاطب أي اذكر الله في هذه الأوقات رجاء أن تنال عند الله ما به ترضى نفسك ويسر قلبك . { وترضى } علي وأبو بكر أي يرضيك ربك .