Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 83-85)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَيُّوبَ } أي واذكر أيوب { إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنّى } أي دعا بأني { مَسَّنِىَ ٱلضُّرُّ } الضر بالفتح الضرر في كل شيء وبالضم الضرر في النفس من مرض أو هزال { وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرحِمِينَ } ألطف في السؤال حيث ذكر نفسه بما يوجب الرحمة وذكر ربه بغاية الرحمة ولم يصرح بالمطلوب فكأنه قال : أنت أهل أن ترحم وأيوب أهل أن يرحم فارحمه واكشف عنه الضر الذي مسه . عن أنس رضي الله عنه : أخبر عن ضعفه حين لم يقدر على النهوض إلى الصلاة ولم يشتك وكيف يشكو من قيل له { إِنَّا وَجَدْنَـٰهُ صَابِراً نّعْمَ ٱلْعَبْدُ } [ ص : 44 ] وقيل : إنما شكا إليه تلذذاً بالنجوى لا منه تضرراً بالشكوى ، والشكاية إليه غاية القرب كما أن الشكاية منه غاية البعد { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ } أجبنا دعاءه { فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرّ } فكشفنا ضره إنعاماً عليه { وآتيناه أهله ومثلهم معهم } روي أن أيوب عليه السلام كان رومياً من ولد إسحاق بن إبراهيم عليه السلام وله سبعة بنين وسبع بنات وثلاثة آلاف بعير وسبعة الاف شاة وخمسمائة فدان يتبعها خمسمائة عبد ، لكل عبد امرأة وولد ونخيل ، فابتلاه الله تعالى بذهاب ولده وماله وبمرض في بدنه ثماني عشرة سنة أو ثلاث عشرة سنة أو ثلاث سنين ، وقالت له امرأته يوماً : لو دعوت الله عز وجل . فقال : كم كانت مدة الرخاء ؟ فقالت : ثمانين سنة . فقال : أنا أستحي من الله أن أدعوه وما بلغت مدة بلائي مدة رخائي . فلما كشف الله عنه أحيا ولده بأعيانهم ورزقه مثلهم معهم { رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا } هو مفعول له { وَذِكْرَىٰ لِلْعَـٰبِدِينَ } يعني رحمة لأيوب وتذكرة لغيره من العابدين ليصبروا كصبره فيثابوا كثوابه . { وَإِسْمَـٰعِيلَ } بن إبراهيم { وَإِدْرِيسَ } بن شيت بن آدم { وَذَا ٱلْكِفْلِ } أي اذكرهم وهو الياس أو زكريا أو يوشع بن نون ، وسمي به لأنه ذو الحظ من الله والكفل الحظ { كُلٌّ مّنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ } أي هؤلاء المذكورون كلهم موصوفون بالصبر .