Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 97-101)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ } أي القيامة وجواب { إذا } { فَإِذَا هِىَ } وهي « إذا » المفاجأة وهي تقع في المجازاة سادة مسد الفاء كقوله { إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ } [ الروم : 36 ] فإذا جاءت الفاء معها تعاونتاً على وصل الجزاء بالشرط فيتأكد ، ولو قيل فهي شاخصة أو إذا هي شاخصة كان سديداً وهي ضمير مبهم يوضحه الأبصار ويفسره { شَـٰخِصَةٌ أَبْصَـٰرُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي مرتفعة الأجفان لا تكاد تطرف من هول ما هم فيه { يٰوَيْلَنَا } متعلق بمحذوف تقديره يقولون يا ويلنا و { يقولون } حال من { الذين كفروا } { قَدْ كُنَّا فِى غَفْلَةٍ مّنْ هَـٰذَا } اليوم { بَلْ كُنَّا ظَـٰلِمِينَ } بوضعنا العبادة في غير موضعها . { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } يعني الأصنام وإبليس وأعوانه لأنهم بطاعتهم لهم واتباعهم خطواتهم في حكم عبدتهم { حَصَبُ } حطب وقرىء { حطب } { جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } فيها داخلون { لَوْ كَانَ هَـؤُلاء ءالِهَةً } كما زعمتم { مَّا وَرَدُوهَا } ما دخلوا النار { وَكُلٌّ } أي العابد والمعبود { فِيهَا } في النار { خَـٰلِدُونَ لَهُمْ } للكفار { فِيهَا زَفِيرٌ } أنين وبكاء وعويل . { وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ } شيئاً ما لأنهم صاروا صماً وفي السماع نوع أنس فلم يعطوه . { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ } الخصلة المفضلة في الحسن تأنيث الأحسن وهي السعادة أو البشرى بالثواب أو التوفيق للطاعة فنزلت جواباً لقول ابن الزبعري عند تلاوته عليه السلام على صناديد قريش { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } إلى قوله { خالدون } أليس اليهود عبدوا عزيراً ، والنصارى المسيح ، وبنو مليح الملائكة على أن قوله { وما تعبدون } لا يتناولهم لأن « ما » لمن لا يعقل إلا أنهم أهل عناد فزيد في البيان { أُوْلَـٰئِكَ } يعني عزيراً والمسيح والملائكة { عَنْهَا } عن جهنم { مُبْعَدُونَ } لأنهم لم يرضوا بعبادتهم . وقيل : المراد بقوله { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى } جميع المؤمنين لما روي أن عليًّا رضي الله عنه قرأ هذه الآية ثم قال : « أنا منهم وأبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف » وقال الجنيد رحمه الله : سبقت لهم منا العناية في البداية فظهرت لهم الولاية في النهاية .