Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 1-2)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَـأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ } أمر بني آدم بالتقوى ، ثم علل وجوبها عليهم بذكر الساعة ووصفها بأهول صفة بقوله { إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَىْء عَظِيمٌ } لينظروا إلى تلك الصفة ببصائرهم ويتصوروها بعقولهم حتى يبقوا على أنفسهم ويرحموها من شدائد ذلك اليوم بامتثال ما أمرهم به ربهم من التردي بلباس التقوى الذي يؤمنهم من تلك الأفزاع . والزلزلة شدة التحريك والإزعاج ، وإضافة الزلزلة إلى الساعة إضافة المصدر إلى فاعله كأنها هي التي تزلزل الأرض على المجاز الحكمي ، أو إلى الظرف لأنها تكون فيها كقوله { بَلْ مَكْرُ ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } [ سبأ : 33 ] ووقتها يكون يوم القيامة أو عند طلوع الشمس من مغربها ، ولا حجة فيها للمعتزلة في تسمية المعدوم شيئاً فإن هذا اسم لها حال وجودها وانتصب { يَوْمَ تَرَوْنَهَا } أي الزلزلة أو الساعة بقوله { تَذْهَلُ } تغفل . والذهول : الغفلة { كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ } عن إرضاعها أو عن الذي أرضعته وهو الطفل . وقيل { مرضعة } ليدل على أن ذلك الهول إذا حدث وقد ألقمت الرضيع ثديها نزعته عن فيه لما يلحقها من الدهشة إذ المرضعة هي التي في حال الإرضاع ملقمة ثديها الصبي ، والمرضع التي شأنها أن ترضع وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به { وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ } أي حبلى { حِمْلِهَا } ولدها قبل تمامه . عن الحسن : تذهل المرضعة عن ولدها لغير فطام وتضع الحامل ما في بطنها لغير تمام { وَتَرَى ٱلنَّاسَ } أيها الناظر { سُكَـٰرَىٰ } على التشبيه لما شاهدوا بساط العزة وسلطنة الجبروت وسرادق الكبرياء حتى قال كل نبي : نفسي نفسي { وَمَا هُم بِسُكَـٰرَىٰ } على التحقيق { وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ } فخوف عذاب الله هو الذي أذهب عقولهم وطير تمييزهم وردهم في نحو حال من يذهب السكر بعقله وتمييزه . وعن الحسن : وترى الناس سكارى من الخوف وما هم بسكارى من الشراب . { سكرى } فيهما بالإمالة : حمزة وعلي وهو كعطشى في عطشان . رُوي أنه نزلت الآيتان ليلاً في غزوة بني المصطلق فقرأهما النبي عليه السلام فلم ير أكثر باكياً من تلك الليلة .