Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 31-34)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ حُنَفَاء للَّهِ } مسلمين { غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ } حال كحنفاء { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ } سقط { مّنَ ٱلسَّمَاء } إلى الأرض { فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ } أي تسلبه بسرعة { فتخطّفه } أي تتخطفه مدني { أَوْ تَهْوِي بِهِ ٱلرّيحُ } أي تسقطه والهوي السقوط { فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ } بعيد . يجوز أن يكون هذا تشبيهاً مركباً ، ويجوز أن يكون مفرقاً . فإن كان تشبيهاً مركباً فكأنه قال : من أشرك بالله فقد أهلك نفسه إهلاكاً ليس بعده بأن صور حاله بصورة حال من خر من السماء فاختطفته الطير فتفرق قطعاً في حواصلها ، أو عصفت به الريح حتى هوت به في بعض المهالك البعيدة . وإن كان مفرقاً فقد شبه الإيمان في علوه بالسماء ، والذي أشرك بالله بالساقط من السماء . والأهواء المردية بالطير المتخطفة والشيطان الذي هو يوقعه في الضلال بالريح التي تهوي بما عصفت به في بعض المهاوي المتلفة . { ذٰلِكَ } أي الأمر ذلك { وَمَن يُعَظّمْ شَعَـٰئِرَ ٱللَّهِ } تعظيم الشعائر وهي الهدايا لأنها من معالم الحج أن يختارها عظام الأجرام حساناً ثماناً غالية الأثمان { فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ } أي فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب فحذفت هذه المضافات . وإنما ذكرت القلوب لأنها مراكز التقوى { لَكُمْ فِيهَا مَنَـٰفِعُ } من الركوب عند الحاجة وشرب ألبانها عند الضرورة { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } إلى أن تنحر { ثُمَّ مَحِلُّهَا } أي وقت وجوب نحرها منتهية { إِلَىٰ ٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ } والمراد نحرها في الحرم الذي هو في حكم البيت إذ الحرم حريم البيت ومثله في الاتساع قولك « بلغت البلد » وإنما اتصل مسيرك بحدوده . وقيل : الشعائر المناسك كلها وتعظيمها إتمامها ومحلها إلى البيت العتيق يأباه { وَلِكُلّ أُمَّةٍ } جماعة مؤمنة قبلكم { جَعَلْنَا مَنسَكًا } حيث كان بكسر السين بمعنى الموضع : علي وحمزة أي موضع قربان . وغيرهما : بالفتح على المصدر أي إراقة الدماء وذبح القرابين { لّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ } دون غيره { عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ } أي عند نحرها وذبحها { فَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وٰحِدٌ } أي اذكروا على الذبح اسم الله وحده فإن إلهكم إله واحد ، وفيه دليل على أن ذكر اسم الله شرط الذبح يعني أن الله تعالى شرع لكل أمة أن ينسكوا له أي يذبحوا له على وجه التقرب ، وجعل العلة في ذلك أن يذكر اسمه تقدست أسماؤه على النسائك . وقوله { فَلَهُ أَسْلِمُواْ } أي أخلصوا له الذكر خاصة واجعلوه له سالماً أي خالصاً لا تشوبوه بإشراك { وَبَشّرِ ٱلْمُخْبِتِينَ } المطمئنين بذكر الله أو المتواضعين الخاشعين من الخبت وهو المطمئن من الأرض . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : الذين لا يظلمون وإذا ظلموا لم ينتصروا . وقيل : تفسيره ما بعده أي