Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 37-39)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ } أي لن يتقبل الله اللحوم والدماء ولكن يتقبل التقوى ، أو لن يصيب رضا الله اللحوم المتصدق بها ولا الدماء المراقة بالنحر والمراد أصحاب اللحوم والدماء ، والمعنى لن يرضى المضحون والمقربون ربهم إلا بمراعاة النية والإخلاص ورعاية شروط التقوى . وقيل : كان أهل الجاهلية إذا نحروا الإبل نضحوا الدماء حول البيت ولطخوه بالدم ، فلما حج المسلمون أرادوا مثل ذلك فنزلت { كَذٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ } أي البدن { لِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ } لتسموا الله عند الذبح أو لتعظموا الله { عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ } على ما أرشدكم إليه { وَبَشّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ } الممتثلين أوامره بالثواب { إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ } { يدفع } مكي وبصري وغيرهما يدافع أي يبالغ في الدفع عنهم { عَنِ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } أي يدفع غائلة المشركين عن المؤمنين ونحوه { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } [ غافر : 51 ] ثم علل ذلك بقوله { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ } في أمانة الله { كَفُورٌ } لنعمة الله أي لأنه لا يحب أضدادهم وهم الخونة الكفرة الذين يخونون الله والرسول ويخونون أماناتهم ويكفرون نعم الله ويغمطونها . { أُذِنَ } مدني وبصري وعاصم { لِلَّذِينَ يُقَـٰتَلُونَ } بفتح التاء مدني وشامي وحفص ، والمعنى أذن لهم في القتال فحذف المأذون فيه لدلالة يقاتلون عليه { بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ } بسبب كونهم مظلومين وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان مشركو مكة يؤذونهم أذىً شديداً وكانوا يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين مضروب ومشجوج يتظلمون إليه فيقول لهم : اصبروا فإني لم أومر بالقتال حتى هاجر فأنزلت هذه الآية ، وهي أول آية أذن فيها بالقتال بعدما نهى عنه في نيف وسبعين آية { وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ } على نصر المؤمنين { لَقَدِيرٌ } قادر وهو بشارة للمؤمنين بالنصرة وهو مثل قوله { إن الله يدافع عن الذين آمنوا }