Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 46-48)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ } هذا حث على السفر ليروا مصارع من أهلهم بكفرهم ويشاهدوا آثارهم فيعتبروا { فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ ءاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } أي يعقلون ما يجب أن يعقل من التوحيد ونحوه ويسمعون ما يجب سماعه من الوحي { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَـٰرُ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِى فِى ٱلصُّدُورِ } الضمير في { فإنها } ضمير القصة أو ضمير مبهم يفسره { الأبصار } أي فما عميت أبصارهم عن الإبصار بل قلوبهم عن الاعتبار . ولكل إنسان أربع أعين : عينان في رأسه وعينان في قلبه ، فإذا أبصر ما في القلب وعمي ما في الرأس لم يضره ، وإن أبصر ما في الرأس وعمي ما في القلب لم ينفعه ، وذكر الصدور لبيان أن محل العلم القلب ولئلا يقال : إن القلب يعني به غير هذا العضو كما يقال « القلب لب كل شيء » . { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ } الآجل استهزاء { وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ } كأنه قال : ولم يستعجلونك به كأنهم يجوزون الفوت وإنما يجوز ذلك على ميعاد من يجوز عليه الخلف ولن يخلف الله وعده وما وعده ليصيبنهم ولو بعد حين { وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مّمَّا تَعُدُّونَ } { يعدون } مكي وكوفي غير عاصم أي كيف يستعجلون بعذاب من يوم واحد من أيام عذابه في طول ألف سنة من سنيكم لأن أيام الشدائد طوال . { وَكَأَيّن مّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِىَ ظَـٰلِمَةٌ } أي وكم من أهل قرية كانوا مثلكم ظالمين قد أنظرتهم حيناً { ثُمَّ أَخَذْتُهَا } بالعذاب { وَإِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ } أي المرجع إلي فلا يفوتني شيء . وإنما كانت الأولى أي { فكأين } معطوفة بالفاء وهذه أي { وكأين } بالواو لأن الأولى وقعت بدلاً عن { فكيف كان نكير } وأما هذه فحكمها حكم ما تقدمها من الجملتين المعطوفتين بالواو وهما { وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ } .