Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 75-77)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱللَّهُ يَصْطَفِى } يختار { مِنَ ٱلْمَلَـٰئِكَةِ رُسُلاً } كجبريل وميكائيل وإسرافيل وغيرهم { وَمِنَ ٱلنَّاسِ } رسلاً كإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وغيرهم عليهم السلام . وهذا رد لما أنكروه من أن يكون الرسول من البشر ، وبيان أن رسل الله على ضربين ملك وبشر . وقيل : نزلت حين قالوا { أأنزل عَلَيْهِ ٱلذّكْرُ مِن بَيْنِنَا } [ القمر : 25 ] { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ } لقولهم { بَصِيرٌ } بمن يختاره لرسالته ، أو سميع لأقوال الرسل فيما تقبله العقول بصير بأحوال الأمم في الرد والقبول { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } ما مضى { وَمَا خَلْفَهُمْ } ما لم يأت أو ما عملوه وما سيعملوه أو أمر الدنيا وأمر الآخرة { وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأَمُورُ } أي إليه مرجع الأمور كلها ، والذي هو بهذه الصفات لا يسئل عما يفعل وليس لأحد أن يعترض عليه في حكمه وتدابيره واختيار رسله { ترجع } شامي وحمزة وعلي . { يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱرْكَعُواْ وَٱسْجُدُواْ } في صلاتكم ، وكان أول ما أسلموا يصلون بلا ركوع وسجود فأمروا أن تكون صلاتهم بركوع وسجود ، وفيه دليل على أن الأعمال ليست من الإيمان وأن هذه السجدة للصلاة لا للتلاوة { وَاعْبُدُواْ رَبَّكُمْ } واقصدوا بركوعكم وسجودكم وجه الله لا الصنم { وَٱفْعَلُواْ ٱلْخَيْرَ } قيل : لما كان للذكر مزية على غيره من الطاعات دعا المؤمنين أولاً إلى الصلاة التي هي ذكر خالص لقوله تعالى { وأقم الصلاة لذكري } [ طه : 14 ] ثم إلى العبادة بغير الصلاة كالصوم والحج وغيرهما ، ثم عم بالحث على سائر الخيرات . وقيل : أريد به صلة الأرحام ومكارم الأخلاق { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } أي كي تفوزوا أو افعلوا هذا كله وأنتم راجون للفلاح غير مستيقنين ولا تتكلوا على أعمالكم .