Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 52-56)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِنَّ هَـٰذِهِ } كوفي على الاستئناف . { وأن } حجازي وبصري بمعنى ولأن أي فاتقون لأن هذه ، أو معطوف على ما قبله أي بما تعملون عليم وبأن هذه . أو تقديره واعلموا أن هذه { أُمَّتُكُمْ } أي ملتكم وشريعتكم التي أنتم عليها { أُمَّةً وَاحِدَةً } ملة واحدة وهي شريعة الاسلام . وانتصاب { أمة } على الحال والمعنى وإن الدين دين واحد وهو الاسلام ومثله { إِنَّ الدّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلَـٰمُ } [ آل عمران : 19 ] { وَأَنَاْ رَبُّكُمْ } وحدي { فَٱتَّقُونِ } فخافوا عقابي في مخالفتكم أمري { فَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ } تقطع بمعنى قطع أي قطعوا أمر دينهم { زُبُراً } جمع زبور أي كتباً مختلفة يعني جعلوا دينهم أدياناً . وقيل : تفرقوا في دينهم فرقاً كلٍ فرقة تنتحل كتاباً . وعن الحسن : قطعوا كتاب الله قطعاً وحرفوه . وقرىء { زَبرا } جمع زبرة أي قطعاً { كُلُّ حِزْبٍ } كل فرقة من فرق هؤلاء المختلفين المتقطعين دينهم { بِمَا لَدَيْهِمْ } من الكتاب والدين أو من الهوى والرأي { فَرِحُونَ } مسرورون معتقدون أنهم على الحق { فَذَرْهُمْ فِى غَمْرَتِهِمْ } جهالتهم وغفلتهم { حَتَّىٰ حِينٍ } أي إلى أن يقتلون أو يموتوا . { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ } « ما » بمعنى الذي وخبر « أن » { نُسَارِعُ لَهُمْ فِى ٱلْخَيْرٰتِ } والعائد من خبر « أن » إلى اسمها محذوف أي نسارع لهم به ، والمعنى أن هذا الإمداد ليس إلا استدراجاً لهم إلى المعاصي وهم يحسبونه مسارعة لهم في الخيرات ومعالجة بالثواب جزاء على حسن صنيعهم . وهذه الآية حجة على المعتزلة في مسألة الأصلح لأنهم يقولون إن الله لا يفعل بأحد من الخلق إلا ما هو أصلح له في الدين ، وقد أخبر أن ذلك ليس بخير لهم في الدين ولا أصلح { بَل لاَّ يَشْعُرُونَ } بل استدراك لقوله أيحسبون أي أنهم أشباه البهائم لا شعور لهم حتى يتأملوا في ذلك أنه استدراج أو مسارعة في الخير . ثم بين ذكر أوليائه فقال