Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 86-91)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوٰتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } أفلا تخافونه فلا تشركوا به ، أو أفلا تتقون في جحودكم قدرته على البعث مع اعترافكم بقدرته على خلق هذه الأشياء ؟ { قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلّ شَىْء } الملكوت الملك والواو والتاء للمبالغة فتنبيء عن عظم الملك { وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } أجرت فلاناً على فلان إذا أغثته منه ومنعته يعني وهو يغيث من يشاء ممن يشاء ولا يغيث أحد منه أحداً { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ } تخدعون عن الحق أو عن توحيده وطاعته ، والخادع هو الشيطان والهوى الأول لله بالإجماع إذ السؤال لمن ، وكذا الثاني والثالث عند غير أهل البصرة على المعنى لأنك إذا قلت : من رب هذا ؟ فمعناه لمن هذا فيجاب لفلان كقول الشاعر @ إذا قيل من رب المزالف والقرى ورب الجياد الجرد قيل لخالد @@ أي لمن المزالف . ومن قرأ بحذفه فعلى الظاهر لأنك إذا قلت : من رب هذا ؟ فجوابه فلان { بَلْ أَتَيْنَـٰهُمْ بِٱلْحَقّ } بأن نسبة الولد إليه محال والشرك باطل { وَإِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ } في قولهم اتخذ الله ولداً ودعائهم الشريك . ثم أكد كذبهم بقوله { مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ } لأنه منزه عن النوع والجنس وولد الرجل من جنسه { وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰـهٍ } وليس معه شريك في الألوهية { إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ } لانفرد كل واحد من الآلهة بالذي خلقه فاستبدبه ولتمييز ملك كل واحد منهم عن الآخر { وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } ولغلب بعضهم بعضاً كما ترون حال ملوك الدنيا ممالكهم متمايزة وهم متغالبون ، وحين لم تروا أثراً لتمايز المماليك وللتغالب فاعلموا أنه إله واحد بيده ملكوت كل شيء ، ولا يقال { إذاً } لا تدخل إلا على كلام هو جزاء وجواب وههنا وقع { لذهب } جزاء وجواباً ولم يتقدمه شرط ولا سؤال سائل لأن الشرط محذوف وتقديره : ولو كان معه آلهة لدلالة { وما كان معه من إلٰه } عليه وهو جواب لمن حآجه من المشركين { سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } من الأنداد والأولاد