Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 13-16)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإِذَا أُلْقُواْ مِنْهَا } من النار { مَكَاناً ضَيّقاً } { ضيقاً } مكي فإن الكرب مع الضيق كما أن الروح مع السعة ولذا وصفت الجنة بأن عرضها السماوات والأرض . وعن ابن عباس رضي الله عنها أنه يضيق عليهم كما يضيق الزج في الرمح { مُقْرِنِينَ } أي وهم مع ذلك الضيق مسلسلون مقرّنون في السلاسل قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال ، أو يقرن مع كل كافر شيطانه في سلسلة وفي أرجلهم الأصفاد { دَعَوْاْ هُنَالِكَ } حينئذ { ثُبُوراً } هلاكاً أي قالوا واثبوراه أي تعال يا ثبور فهذا حينك فيقال لهم { لاَّ تَدْعُواْ ٱلْيَوْمَ ثُبُوراً وٰحِداً وَٱدْعُواْ ثُبُوراً كَثِيراً } أي إنكم وقعتم فيما ليس ثبوركم فيه واحداً إنما هو ثبور كثير { قُلْ أَذٰلِكَ خَيْرٌ } أي المذكور من صفة النار خير { أَمْ جَنَّةُ ٱلْخُلْدِ ٱلَّتِى وَعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ } أي وعدها فالراجع إلى الموصول محذوف ، وإنما قال : { أذلك خير } ، ولا خير في النار توبيخاً للكفار { كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء } ثواباً { وَمَصِيراً } مرجعاً . وإنما قيل { كانت } لأن ما وعد الله كأنه كان لتحققه أو كان ذلك مكتوباً في اللوح قبل أن خلقهم { لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءونَ } أي ما يشاؤونه { خَـٰلِدِينَ } حال من الضمير في { يشاؤون } والضمير في { كان } لـ { ما يشاؤون } { عَلَىٰ رَبّكَ وَعْداً } أي موعوداً { مَّسْئُولاً } مطلوباً أو حقيقاً أن يسأل أو قد سأله المؤمنون والملائكة في دعواتهم { رَبَّنَا وَءاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ } [ آل عمران : 194 ] { رَبَّنَا ءاتِنَا فِى ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ٱلآخِرَةِ حَسَنَةً } [ البقرة : 201 ] { رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّـٰتِ عَدْنٍ ٱلَّتِى وَعَدْتَّهُمْ }