Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 47-48)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَهُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ لِبَاساً } جعل الظلام الساتر كاللباس { وَٱلنَّوْمَ سُبَاتاً } راحة لأبدانكم وقطعاً لأعمالكم ، والسبت القطع والنائم مسبوت لأنه انقطع عمله وحركته . وقيل : السبات الموت والمسبوت الميت لأنه مقطوع الحياة وهو كقوله تعالى { وَهُوَ ٱلَّذِى يَتَوَفَّـٰكُم بِٱلَّيْلِ } [ الأنعام : 60 ] ويعضده ذكر النشور في مقابلته { وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُوراً } إذ النشور انبعاث من النوم كنشور الميت أن ينشر فيه الخلق للمعاش . وهذه الآية مع دلالتها على قدرة الخالق فيها إظهار لنعمته على خلقه لأن في الاحتجاب بستر الليل فوائد دينية ودنيوية ، وفي النوم واليقظة المشبهين بالموت والحياة عبرة لمن اعتبر . وقال لقمان لابنه : كما تنام فتوقظ كذلك تموت فتنشر . { وَهُوَ ٱلَّذِى أَرْسَلَ ٱلرّيَـٰحَ } { الريح } مكي والمراد به الجنس { بُشَرًا } تخفيف بشر جمع بشور { بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ } أي قدام المطر لأنه ريح ثم سحاب ثم مطر وهذه استعارة مليحة { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَاء مَاء } مطراً { طَهُوراً } بليغاً في طهارته . والطهور صفة كقولك « ماء طهور » أي طاهر ، واسم كقولك لما يتطهر به طهور كالوضوء والوقود لما يتوضأ به وتوقد به النار ، ومصدر بمعنى التطهر كقولك تطهرت طهوراً حسناً ومنه قوله عليه الصلاة والسلام " لا صلاة إلا بطهور " أي بطهارة . وما حكي عن ثعلب هو ما كان طاهراً في نفسه مطهراً لغيره وهو مذهب الشافعي رحمه الله تعالى إن كان هذا بيان زيادة الطهارة فحسن ويعضده قوله تعالى { وَيُنَزّلُ عَلَيْكُم مّن ٱلسَّمَاء مَاء لّيُطَهّرَكُمْ بِهِ } [ الأنفال : 11 ] وإلا فليس فعول من التفعيل في شيء ، وقياسه على ما هو مشتق من الأفعال المتعدية كقطوع ومنوع غير سديد لأن بناء الفعول للمبالغة ، فإن كان الفعل متعدياً فالفعول متعد وإن كان لازماً فلازم