Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 63-65)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وعباد الرّحمن } مبتدأ خبره { الذين يمشون } أو أولئك يجزون { والذين يمشون } وما بعدهما صفة والإضافة إلى الرحمن للتخصيص والتفضيل . وصف أولياءه بعدما وصف أعداءه { على الأرض هوناً } حال أو صفة للمشي أي هينين أو مشياً هيناً . والهون الرفق واللين أي يمشون بسكينة ووقار وتواضع دون مرح واختيال وتكبر فلا يضربون بأقدامهم ولا يخفقون بنعالهم أشراً وبطراً ولذا كره بعض العلماء الركوب في الأسواق ولقوله : { ويمشون في الأسواق } { وإذا خاطبهم الجاهلون } أي السفهاء بما يكرهون { قالوا سلاماً } سداداً من القول يسلمون فيه من الإيذاء والإفك أو تسلماً منكم نتارككم ولا نجاهلكم فأقيم السلام مقام التسلم . وقيل : نسختها آية القتال . ولا حاجة إلى ذلك فالإغضاء عن السفهاء مستحسن شرعاً ومروءة . هذا وصف نهارهم ثم وصف ليلهم بقوله { والذين يبيتون لربّهم سجّداً } جمع ساجد { وقياماً } جمع قائم والبيتوتة خلاف الظلول وهي أن يدركك الليل نمت أو لم تنم . وقالوا : من قرأ شيئاً من القرآن في صلاة وإن قل فقد بات ساجداً وقائماً . وقيل : هما الركعتان بعد المغرب والركعتان بعد العشاء . والظاهر أنه وصف لهم بإحياء الليل أو أكثره { والذين يقولون ربّنا اصرف عنّا عذاب جهنّمّ إنّ عذابها كان غراماً } هلاكاً لازماً ومنه الغريم لملازمته . وصفهم بإحياء الليل ساجدين قائمين ثم عقبه بذكر دعوتهم هذه إيذاناً بأنهم مع اجتهادهم خائفون مبتهلون متضرعون إلى الله في صرف العذاب عنهم