Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 147-155)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فِى جَنَّـٰتٍ وَعُيُونٍ } وهذا أيضاً إجمال ثم تفصيل { وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ } وعطف { نخل } على { جنات } مع أن الجنة تتناول النخل أول شيء تفضيلاً للنخل على سائر الشجر { طَلْعِهَا } هو ما يخرج من النخل كنصل السيف { هَضِيمٌ } لين نضيج كأنه قال : ونخل قد أرطب ثمره { وَتَنْحِتُونَ } تنقبون { مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً فَـٰرِهِينَ } شامي وكوفي حاذقين حال وغيرهم { فرهين } أشرين ، والفراهة الكيس والنشاط { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَلاَ تُطِيعُواْ أَمْرَ ٱلْمُسْرِفِينَ } الكافرين أو التسعة الذين عقروا الناقة جعل الأمر مطاعاً على المجاز الحكمي والمراد الامر وهو كل جملة أخرجت الحكم المفاد بها عن موضوعه في العقل لضرب من التأول كقولهم « أنبت الربيع البقل » { ٱلَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِى ٱلأَرْضِ } بالظلم والكفر { وَلاَ يُصْلِحُونَ } بالإيمان والعدل والمعنى أن فسادهم مصمت ليس معه شيء من الصلاح كما تكون حال بعض المفسدين مخلوطة ببعض الصلاح . { قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ } المسحر الذي سحر كثيراً حتى غلب على عقله . وقيل : هو من السرح الرئة وأنه بشر { مَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُنَا فَأْتِ بِـئَايَةٍ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } في دعوى الرسالة { قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ } نصيب من الماء فلا تزاحموها فيه { وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } لا تزاحمكم هي فيه ، روي أنهم قالوا : نريد ناقة عشراء تخرج من هذه الصخرة فتلد سقباً ، فجعل صالح يتفكر فقال له جبريل : صل ركعتين واسأل ربك الناقة ، ففعل فخرجت الناقة ونتجت سقباً مثلها في العظم وصدرها ستون ذراعاً ، وإذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله ، وإذا كان يوم شربهم لا تشرب فيه الماء ، وهذا دليل على جواز المهايأة لأن قولهم : { لها شرب ولكم شرب يوم معلوم } من المهايأة