Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 60-62)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَمَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضَ } والفرق بين « أم » و « أم » في { أما يشركون } و { أمن خلق السماوات } أن تلك متصلة إذ المعنى أيهما خير ، وهذه منقطعة بمعنى « بل » والهمزة ، ولما قال الله خير أم الآلهة قال بل أمن خلق السماوات والأرض خير ، تقريراً لهم بأن من قدر على خلق العالم خير من جماد لا يقدر على شيء { وَأَنزَلَ لَكُمْ مّنَ ٱلسَّمَاءِ مَاءً } مطراً { فَأَنبَتْنَا } صرف الكلام عن الغيبة إلى التكلم تأكيداً لمعنى اختصاص الفعل بذاته وإيذاناً بأن إنبات الحدائق المختلفة الأصناف والألوان والطعوم والأشكال مع حسنها بماء واحد لا يقدر عليه إلا هو وحده { بِهِ } بالماء { حَدَائِقَ } بساتين ، والحديقة : البستان وعليه حائط من الإحداق وهو الإحاطة { ذَاتُ } ولم يقل « ذوات » لأن المعنى جماعة حدائق كما تقول النساء ذهبت { بَهْجَةٍ } حسن لأن الناظر يبتهج به . ثم رشح معنى الاختصاص بقوله { مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا } ومعنى الكينونة الانبغاء أراد أنّ تأتّى ذلك محال من غيره { أَءلـٰهٌ مَّعَ ٱللهِ } أغيره يقرن به ويجعل شريكاً له { بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ } به غيره أو يعدلون عن الحق الذي هو التوحيد و { بل هم } بعد الخطاب أبلغ في تخطئة رأيهم . { أَمَّن جَعَلَ ٱلأَرْضَ } وما بعده بدل من { أمن خلق } فكان حكمها حكمه { قَـرَاراً } دحاها وسواها للاستقرار عليها { وَجَعَلَ خِلاَلَهَا } ظرف أي وسطها وهو المفعول الثاني والأول { أَنْهَاراً } وبين البحرين مثله { وَجَعَلَ لَهَا } للأرض { رَوَاسِىَ } جبالاً تمنعها عن الحركة { وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ } العذب والمالح { حَاجِزاً } مانعاً أن يختلطا { أَءلـٰهٌ مَّعَ ٱللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } التوحيد فلا يؤمنون { أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ } الاضطرار افتعال من الضرورة وهي الحالة المحوجة إلى اللجأ . يقال اضطره إلى كذا والفاعل والمفعول مضطر ، والمضطر الذي أحوجه مرض أو فقر أو نازلة من نوازل الدهر إلى اللجأ والتضرع إلى الله ، أو المذنب إذا استغفر ، أو المظلوم إذا دعا ، أو من رفع يديه ولم ير لنفسه حسنة غير التوحيد وهو منه على خطر { وَيَكْشِفُ ٱلسُّوء } الضر أو الجور { وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَاء ٱلأَرْضِ } أي فيها وذلك توارثهم سكناها والتصرف فيها قرناً بعد قرن ، أو أراد بالخلافة الملك والتسلط { أَءلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } وبالياء : أبو عمرو ، وبالتخفيف : حمزة وعلي وحفص . و « ما » مزيدة أي تذكرون تذكراً قليلاً .