Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 91-93)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ } مكة { ٱلَّذِى حَرَّمَهَا } جعلها حرماً آمناً يأمن فيها اللاجيء إليها ولا يختلي خلاها ولا يعضد شوكها ولا ينفر صيدها { وَلَهُ كُلُّ شَىء } مع هذه البلدة فهو مالك الدنيا والآخرة { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } المنقادين له . { وَأَنْ أَتلُوَا ٱلْقُرْءانَ } من التلاوة أو من التلو كقوله : { وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَـيْكَ مِن رَبّكَ } [ الأحزاب : 2 ] أمر رسوله بأن يقول أمرت أن أخص الله وحده بالعبادة ولا اتخذ له شريكاً كما فعلت قريش ، وأن أكون من الحنفاء الثابتين على ملة الإسلام ، وأن أتلو القرآن لأعرف الحلال والحرام وما يقتضيه الإسلام . وخص مكة من بين سائر البلاد بإضافة اسمه إليها لأنها أحب بلاده إليه وأعظمها عنده وأشار إليها بقوله { هذه } إشارة تعظيم لها وتقريب دالاً على أنها موطن نبيه ومهبط وحيه ، ووصف ذاته بالتحريم الذي هو خاص وصفها وجعل دخول كل شيء تحت ربوبيته وملكوته كالتابع لدخولها تحتهما { فَمَنُ ٱهْتَدَىٰ } باتباعه إياي فيما أنا بصدده من توحيد الله ونفي الشركاء عنه والدخول في الملة الحنيفية واتباع ما أنزل عليّ من الوحي { فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ } فمنفعة اهتدائه راجعة إليه لا إليّ { وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا أَنَاْ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ } أي ومن ضل ولم يتبعني فلا عليّ وما أنا إلا رسول منذر { وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلَـٰغُ ٱلْمُبِينُ } ( العنكبوت ) { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ سَيُرِيكُمْ ءايَـٰتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا } ثم أمره أن يحمد الله على ما خوّله من نعمة النبوة التي لا توازيها نعمة ، وأن يهدد أعداءه بما سيريهم الله من آياته في الآخرة فيستيقنون بها . وقيل : هو انشقاق القمر والدخان وما حل بهم من نقمات الله في الدنيا { وَمَا رَبُّكَ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } بالتاء مدني وشامي وحفص ويعقوب خطاب لأهل مكة ، وبالياء غيرهم أي كل عمل يعملونه فإن الله عالم به غير غافل عنه فالغفلة والسهو لا يجوزان عليه .