Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 1-4)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مكية وهي ثمان وثمانون آية بسم الله الرحمن الرحيم { طسم تِلْكَ ءايَاتُ ٱلْكِتَـٰبِ ٱلْمُبِينِ } يقال بان الشيء وأبان بمعنى واحد ، ويقال أبنته فأبان لازم ومتعدٍ أي مبين خيره وبركته أو مبين للحلال والحرام والوعد والوعيد والإخلاص والتوحيد { نَتْلُواْ عَلَيْكَ } نقرأ عليك أي يقرؤه جبريل بأمرنا ومفعول { نتلو } { مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ } أي نتلو عليك بعض خبرهما { بِٱلْحَقّ } حال أي محقين { لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } لمن سبق في علمنا أنه مؤمن لأن التلاوة إنما تنفع هؤلاء دون غيرهم { إِنَّ فِرْعَوْنَ } جملة مستأنفة كالتفسير للجمل كأن قائلاً قال : وكيف كان نبؤهما ؟ فقال : إن فرعون { عَلاَ } طغى وجاوز الحد في الظلم واستكبر وافتخر بنفسه ونسي العبودية { فِى ٱلأَرْضِ } أي أرض مملكته يعني مصر { وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً } فرقاً يشيعونه على ما يريد ويطيعونه . لا يملك أحد منهم أن يلوي عنقه أو فرقاً مختلفة يكرم طائفة ويهين أخرى فأكرم القبطي وأهان الإسرائيلي { يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مّنْهُمْ } هم بنو إسرائيل { يُذَبّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْىِ نِسَاءهُمْ } أي يترك البنات أحياء للخدمة ، وسبب ذبح الأبناء أن كاهناً قال له : يولد مولود في بني إسرائيل يذهب ملكك على يده . وفيه دليل على حمق فرعون فإنه إن صدق الكاهن لم ينفعه القتل ، وإن كذب فما معنى القتل . ويستضعف حال من الضمير في { وجعل } أو صفة لـ { شيعاً } أو كلام مستأنف و { يذبح } بدل من { يستضعف } { إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ } أي إن القتل ظلماً إنما هو فعل المفسدين إذ لا طائل تحته صدق الكاهن أو كذب .