Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 57-58)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالُواْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكّن لَّهُمْ حَرَماً ءامِناً } قالت قريش : نحن نعلم أنك على الحق ولكنا نخاف إن اتبعناك وخالفنا العرب بذلك أن يتخطفونا من أرضنا ، فألقمهم الله الحجر بأنه مكن لهم في الحرم الذي أمنه بحرمة البيت وأمن قطانه بحرمته ، والثمرات تجبى إليه من كل أوب وهم كفرة ، فأنّى يستقيم أن يعرضهم للتخطف ويسلبهم الأمن إذا ضموا إلى حرمة البيت حرمة الإسلام ؟ وإسناد الأمن إلى أهل الحرم حقيقة وإلى الحرم مجاز { يُجْبَىٰ إِلَيْهِ } وبالتاء : مدني ويعقوب وسهل أي تجلب وتجمع { ثَمَرَاتُ كُلّ شَىْء } معنى الكلية الكثرة كقوله { وَأُوتِيَتْ مِن كُلّ شَىْء } [ النمل : 23 ] { رّزْقاً مّن لَّدُنَّا } هو مصدر لأن معنى { يجبى إليه } يرزق أو مفعول له أو حال من الثمرات إن كان بمعنى مرزوق لتخصصها بالإضافة كما تنصب عن النكرة المتخصصة بالصفة { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } متعلق بـ { من لدنا } أي قليل منهم يقرون بأن ذلك رزق من عند الله وأكثرهم جهلة لا يعلمون ذلك ، ولو علموا أنه من عند الله لعلموا أن الخوف والأمن من عنده ولما خافوا التخطف إذا آمنوا به . { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا } هذا تخويف لأهل مكة من سوء عاقبة قوم كانوا في مثل حالهم بإنعام الله عليهم فلم يشكروا النعمة وقابلوها بالبطر فأهلكوا . و { كم } نصب بـ { أهلكنا } و { معيشتها } بحذف الجار وإيصال الفعل أي في معيشتها ، والبطر سوء احتمال الغني وهو أن لا يحفظ حق الله فيه { فَتِلْكَ مَسَـٰكِنُهُمْ } منازلهم باقية الآثار يشاهدونها في الأسفار كبلاد ثمود وقوم شعيب وغيرهم { لَمْ تُسْكَن } حال والعامل فيها الإشارة { مّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً } من السكنى أي لم يسكنها إلا المسافر ومار الطريق يوماً أو ساعة { وَكُنَّا نَحْنُ ٱلْوٰرِثِينَ } لتلك المساكن من ساكنيها أي لا يملك التصرف فيها غيرنا