Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 76-77)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ قَـٰرُونَ } لا ينصرف للعجمة والتعريف ولو كان فاعولاً من قرنت الشيء لانصرف { كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ } كان إسرائيلياً ابن عم لموسى فهو قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب ، وموسى بن عمران بن قاهث ، وكان يسمى المنور لحسن صورته ، وكان أقرأ بني إسرائيل للتوراة ولكنه نافق كما نافق السامري { فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ } من البغي وهو الظلم . قيل : ملكه فرعون على بني إسرائيل فظلمهم ، أو من البغي الكبر تكبر عليهم بكثرة ماله وولده ، أو زاد عليهم في الثياب شبراً { وَءَاتيناه من الكنوز ما إِنْ مَفَاتِحَهُ } « ما » بمعنى الذي في موضع نصب بـ { اتينا } و « إن » واسمها وخبرها صلة الذي ولهذا كسرت « إن » . والمفاتح جمع مفتح بالكسر وهو ما يفتح به أو مفتح بالفتح وهو الخزانة والأصوب أنها المقاليد { لَتَنُوأُ بٱلْعُصْبَةِ } لتثقل العصبة فالباء للتعدية يقال : ناء به الحمل إذا أثقله حتى أماله ، والعصبة الجماعة الكثيرة وكانت تحمل مفاتيح خزائنه ستون بغلاً لكل خزانة مفتاح ولا يزيد المفتاح على أصبع وكانت من جلود { أُوْلِى ٱلْقُوَّةِ } الشدة { إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ } أي المؤمنون وقيل : القائل موسى عليه السلام ومحل { إذ } نصب بـ { تنوء } { لاَ تَفْرَحْ } لا تبطر بكثرة المال كقوله { وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَا ءاتَـٰكُمْ } [ الحديد : 23 ] ولا يفرح بالدنيا إلا من رضي بها واطمأن ، وأما من قلبه إلى الآخرة ويعلم أنه يتركها عن قريب فلا يفرح بها { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ } البطرين بالمال { وَٱبْتَغِ فِيمَا ءاتَاكَ ٱللَّهُ } من الغنى والثروة { ٱلدَّارُ ٱلأَخِرَةُ } بأن تتصدق على الفقراء وتصل الرحم وتصرف إلى أبواب الخير { وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا } وهو أن تأخذ ما يكفيك ويصلحك . وقيل : معناه واطلب بدنياك آخرتك فإن ذلك حظ المؤمن منها { وَأَحْسَنُ } إلى عباد الله { كَمَا أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ } أو أحسن بشكرك وطاعتك لخالق الأنام كما أحسن إليك بالإنعام { وَلاَ تَبْغِ ٱلْفَسَادَ فِى ٱلأَرْضِ } بالظلم والبغي { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ } .