Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 84-85)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَن جَاء بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مّنْهَا } مر في « النمل » { وَمَن جَاء بِٱلسَّيّئَةِ فَلاَ يُجْزَى ٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيّئَاتِ } معناه فلا يجزون فوضع { الذين عملوا السيئات } موضع الضمير لأن في إسناد عمل السيئة إليهم مكرراً ، فضل تهجين لحالهم وزيادة تبغيض للسيئة إلى قلوب السامعين { إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } إلا مثل ما كانوا يعملون ومن فضله العظيم أن لا يجزي السيئة إلا بمثلها ويجزي الحسنة بعشر أمثالها وبسبعمائة { إِنَّ ٱلَّذِى فَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْقُرْءانَ } أوجب عليك تلاوته وتبليغه والعمل بما فيه { لَرَادُّكَ } بعد الموت { إِلَىٰ مَعَادٍ } أيّ معاد وإلى معاد ليس لغيرك من البشر فلذا نكره ، أو المراد به مكة . والمراد رده إليها يوم الفتح لأنها كانت في ذلك اليوم معاداً له شأن ومرجعاً له اعتداد لغلبة رسول الله وقهره لأهلها ولظهور عز الإسلام وأهله وذل الشرك وحزبه . والسورة مكية ولكن هذه الآية نزلت بالجحفة لا بمكة ولا بالمدينة حين اشتاق إلى مولده ومولد آبائه . ولما وعد رسوله الرد إلى معاده قال { قُلْ } للمشركين { رَّبّى أَعْلَمُ مَن جَاء بِٱلْهُدَىٰ } يعني نفسه وما له من الثواب في معاده { وَمَنْ هُوَ فِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ } يعني المشركين وما يستحقونه من العذاب في معادهم { من } في محل نصب بفعل مضمر أي يعلم