Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 19-22)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَوَ لَمْ يَرَوْاْ } وبالتاء : كوفي غير حفص { كَيْفَ يُبْدِىء ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ } أي قد رأوا ذلك وعلموه . وقوله { ثُمَّ يُعِيدُهُ } ليس بمعطوف على { يبدىء } وليست الرؤية واقعة عليه وإنما هو إخبار على حياله بالإعادة بعد الموت كما وقع النظر في قوله { كَيْفَ بَدَأَ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِىء ٱلنَّشْأَةَ ٱلآخِرَةَ } [ العنكبوت : 20 ] على البدء دون الإنشاء بل هو معطوف على جملة قوله { أو لم يروا كيف يبدىء الله الخلق } { إِنَّ ذٰلِكَ } أي الإعادة { عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } سهل { قُلْ } يا محمد وإن كان من كلام إبراهيم فتقديره وأوحينا إليه أن قل { سِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ ٱلْخَلْقَ } على كثرتهم واختلاف أحوالهم لتعرفوا عجائب فطرة الله بالمشاهدة ، وبدأ وأبدأ بمعنى { ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِىء ٱلنَّشْأَةَ ٱلآخِرَةَ } أي البعث . وبالمد حيث كان : مكي وأبو عمرو . وهذا دليل على أنهما نشأتان وأن كل واحدة منهما إنشاء أي ابتداء واختراع وإخراج من العدم إلى الوجود ، غير أن الآخرة إنشاء بعد إنشاء مثله والأولى ليست كذلك ، والقياس أن يقال « كيف بدأ الله الخلق ثم ينشىء النشأة الآخرة » لأن الكلام معهم وقع في الإعادة ، فلما قررهم في الإبداء بأنه من الله احتج عليهم بأن الإعادة إنشاء مثل الإبداء ، فإذا لم يعجزه الإبداء وجب أن لا يعجزه الإعادة فكأنه قال : ثم ذلك الذي أنشأ النشأة الأولى ينشيء النشأة الآخرة ، فللتنبيه على هذا المعنى أبرز اسمه وأوقعه مبتدأ { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ } قادر { يُعَذّبُ مَن يَشَاء } بالخذلان { وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء } بالهداية أو بالحرص والقناعة ، أو بسوء الخلق وحسنه ، أو بالإعراض عن الله وبالإقبال عليه ، أو بمتابعة البدع وبملازمة السنة { وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ } تردون وترجعون { وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } ربكم أي لا تفوتونه إن هربتم من حكمه وقضائه { فِى ٱلأَرْضِ } الفسيحة { وَلاَ فِى ٱلسَّمَاء } التي هي أفسح منها وأبسط لو كنتم فيها { وَمَا لَكُم مّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّ } يتولى أموركم { وَلاَ نَصِيرٍ } ولا ناصر يمنعكم من عذابي .