Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 57-60)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ ٱلْمَوْتِ } أي واجدة مرارته وكربه كما يجد ، الذائق طعم المذوق لأنها إذا تيقنت بالموت سهل عليها مفارق وطنها { ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } بعد الموت للثواب والعقاب { يرجعون } يحيـى { ترجعون } يعقوب . { وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَنُبَوّئَنَّهُمْ مّنَ ٱلْجَنَّةِ غُرَفَاً } لننزلنهم من الجنة علالي . { لنثوينهم } كوفي غير عاصم من الثواء وهو النزول للإقامة ، وثوى غير متعد فإذا تعدى بزيادة الهمزة لم يجاوز مفعولاً واحداً . والوجه في تعديته إلى ضمير المؤمنين وإلى الغرف ، أما إجراؤه مجرى لننزلنهم أو لنؤينهم ، أو حذف الجار وإيصال الفعل ، أو تشبيه الظرف المؤقت بالمبهم { تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَـٰمِلِينَ } ويوقف على { العاملين } على أن { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين صبروا على مفارقة الأوطان وعلى أذى المشركين وعلى المحن والمصائب وعلى الطاعات وعن المعاصي ، والوصل أجود ليكون { ٱلَّذِينَ } نعتا لـ { العاملين } { وَعَلَىٰ رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } ولم يتوكلوا في جميع ذلك إلا على الله ، ولما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسلم من مكة بالهجرة خافوا الفقر والضيعة فنزلت { وَكَأَيّن مّن دَابَّةٍ } أي وكم من دابة { وكائن } بالمد والهمز : مكي والدابة كل نفس دبت على وجه الأرض عقلت أم لم تعقل { لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا } لا تطيق أن تحمله لضعفها عن حمله { ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ } أي لا يرزق تلك الدّواب الضعاف إلا الله ، ولا يرزقكم أيضاً أيها الأقوياء إلا هو ، وإن كنتم مطيقين لحمل أرزاقكم وكسبها لأنه لو لم يقدركم ولم يقدر لكم أسباب الكسب لكنتم أعجز من الدواب التي لا تحمل . وعن الحسن : لا تحمل رزقها لا تدخره إنما تصبح فيرزقها الله . وقيل : لا يدخر شيء من الحيوان قوتاً إلا ابن آدم والفأرة والنملة { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ } لقولكم نخشى الفقر والعيلة { ٱلْعَلِيمُ } بما في ضمائركم .