Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 67-69)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ } أي أهل مكة { إِنَّا جَعَلْنَا } بلدهم { حَرَماً } ممنوعاً مصوناً { آمناً } يأمن داخله { وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ } يستلبون قتلاً وسبياً { أَفَبِٱلْبَـٰطِلِ يُؤْمِنُونَ } أي أبالشيطان والأصنام { وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَكْفُرُونَ } أي بمحمد عليه السلام والإسلام { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } بأن جعل له شريكاً { أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقّ } بنبوة محمد عليه السلام والكتاب { لَمَّا جَاءهُ } أي لم يتلعثموا في تكذيبه حين سمعوه { أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لّلْكَـٰفِرِينَ } هذا تقرير لثوائهم في جهنم لأن همزة الإنكار إذا أدخلت على النفي صار إيجاباً يعني ألا يثوون فيها وقد افتروا مثل هذا التكذيب على الله وكذبوا بالحق مثل هذا التكذيب ؟ أو ألم يصح عندهم أن في جهنم مثوى للكافرين حين اجترؤوا مثل هذه الجراءة ؟ وذكر المثوى في مقابلة { لنبوئنهم } يؤيد قراءة الثاني { وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ } أطلق المجاهدة ولم يقيدها بمفعول ليتناول كل ما تجب مجاهدته من النفس والشيطان وأعداء الدين { فِينَا } في حقنا ومن أجلنا ولوجهنا خالصاً { لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } { سبلنا } أبو عمرو أي لنزيدنهم هداية إلى سبل الخير وتوفيقاً . وعن الداراني : والذين جاهدوا فيما علموا لنهدينهم إلى ما لم يعلموا فقد قيل : من عمل بما علم وفق لما لا يعلم . وقيل : إن الذي نرى من جهلنا بما لا نعلم إنما هو لتقصيرنا فيما نعلم . وعن فضيل : والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينهم سبل العمل به . وعن سهل : والذين جاهدوا في إقامة السنة لنهدينهم سبل الجنة . وعن ابن عطاء : جاهدوا في رضانا لنهدينهم الوصول إلى محل الرضوان . وعن ابن عباس : جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا . وعن الجنيد : جاهدوا في التوبة لنهدينهم سبل الإخلاص ، أو جاهدوا في خدمتنا لنفتحن عليهم سبل المناجاة معنا والأنس بنا ، أو جاهدوا في طلبنا تحرياً لرضانا لنهدينهم سبل الوصول إلينا . { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ } بالنصرة والمعونة في الدنيا وبالثواب والمغفرة في العقبى .