Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 16-18)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰبُنَىَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مّنْ خَرْدَلٍ } بالرفع : مدني ، والضمير للقصة وأنت المثقال لإضافته إلى الحبة كما قال : كما شرقت صدر القناة من الدم و « كان » تامة والباقون بالنصب والضمير للهنة من الإساءة والإحسان أي إن كانت مثلاً في الصغر كحبة خردل { فَتَكُنْ فِى صَخْرَةٍ أَوْ فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ أَوْ فِى ٱلأَرْضِ } أي فكانت مع صغرها في أخفى موضع وأحرزه كجوف الصخرة ، أو حيث كانت في العالم العلوي أو السفلي والأكثر على أنها التي عليها الأرض وهي السجين يكتب فيها أعمال الفجار وليست من الأرض { يَأتِ بِهَا ٱللَّهُ } يوم القيامة فيحاسب بها عاملها { إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ } بتوصل علمه إلى كل خفي { خَبِيرٌ } عالم بكنهه أو لطيف باستخراجها خبير بمستقرها { يٰبُنَىَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ } في ذات الله تعالى إذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ، أو على ما أصابك من المحن فإنها تورث المنح { إِنَّ ذٰلِكَ } الذي وصيتك به { مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } أي مما عزمه الله من الأمور أي قطعه قطع إيجاب وإلزام أي أمر به أمراً حتماً ، وهو من تسمية المفعول بالمصدر وأصله من معزومات الأمور أي مقطوعاتها ومفروضاتها ، وهذا دليل على أن هذه الطاعات كانت مأموراً بها في سائر الأمم . { وَلاَ تُصَعّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } أي ولا تعرض عنهم تكبراً . { تصاعر } أبو عمرو ونافع وحمزة وعلي ، وهو بمعنى تصعّر ، والصعر داء يصيب البعير يلوي منه عنقه والمعنى : أقبل على الناس بوجهك تواضعاً ولا تولهم شق وجهك وصفحته كما يفعله المتكبرون { وَلاَ تَمْشِ فِى ٱلأَرْضِ مَرَحًا } أي تمرح مرحاً ، أو أوقع المصدر موقع الحال أي مرحاً ، أو ولا تمش لأجل المرح والأشر { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ } متكبر { فَخُورٌ } من يعدد مناقبه تطاولا